أذا أردنا الحديث عن الحرب العالمية الثانية فلايمكن لنا الا أن نبدأ بالحديث عن المانيا الدولة المركزية فى هذه الحرب. بل ولفهم الموضوع بصورة أفضل دعونا نعود فى الماضى الي أبعد من زمن الحرب العالمية الثانية بزمن لنتعرف على من هم الألمان.
اذا ذهبنا الى عصر الرومان سنجد القبائل الجرمانية اللتى هى اصل الألمان اليوم. وكانت هذه القبائل تعيش على رقعة جغرافية واسعة. لا تشمل مساحة المانيا الحالية فقط بل كانت أيضا ممتدة عبر النمسا واجزاء من سويسرا وايطاليا وفرنسا وبلجيكا وهولندا والمجر وبولندا وروسيا والسويد والدنمارك والنرويج الى اخره. وكانت هذه القبائل أحد معاول هدم الأمبراطورية الرومانية الغربية. كانت هذه القبائل تنحدر من نفس العرق وتتحدث نفس اللغة وان كانت بلهجات مختلفة. وبمرور الزمن تحولت لهجات تلك المناطق الى لغات مختلفة. فمن يعرف اللغة الألمانية يستطيع الى حد ما ان يقرأ نصوصا سويدية او دنماركية اليوم. كما هاجر جزء من تلك القبائل وتحديدا هم قبائل الانلجوساكسون الى انجلترا ولذلك فاصل اللغة الأنجليزية المعاصرة يعود ايضا الى اللغة الألمانية. ومن يفهم الألمانية والأنجليزية يستطيع الى حد ما ان يفهم اللغة الهولندية.
وبقت هذه القبائل فى معظم الوقت متفرقة باستثناء بعض التجارب التاريخية المتناثرة كما حدث مثلا فى عهد الملك اوتو الأول في اواخر القرن العاشر الميلادي. وكانت هذه التجارب تثير الشجون لدي القوميين الألمان وبخاصة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. وكان قسم غير قليل من شعوب تلك المناطق يحلم بوطن جامع للألمان جميعا. والأمر يشبه الى حد ما العمل الفنى المعروف باوبريت الحلم العربى. لكنه كان حلم ألمانى. ولذلك نشأت ثورة عام 1848 اللتى تمت من ضمن ما يطلق عليه ثورات الربيع الأوروبى وقد تحدثنا عن الثورة الألمانية والثورات الأوروبية فى مرات سابقة. والغريب في الثورة الألمانية أنها لم تتم من اجل الأنفصال والأستقلال ولكن من أجل الأتحاد. لكن هذه الثورة فشلت. فقد كانت البلاد مقسمة تحت حكم ملوك وامراء وادواق وكان كل طرف مستعد للحرب من اجل المحافظة على مصالحه السياسية الخاصة. وحتى بعد توحيد المانيا بسياسة الحديد والنار على يد بسمارك وبترسيخ امبراطورية النمسا- المجر على قاعدة من الزيجات والمصاهرات السياسية فكل هذا لم يرو ظمأ القوميين الألمان الى المانيا العظمى الوطن الجامع لكل الشعوب الألمانية.
واذا أردنا ضرب أمثلة لشخصيات المانية شهيرة يرجع اصلها الى خارج حدود المانيا اليوم نستطيع أن نذكر مثلا الفيلسوف الأشهر ايمانويل كانت اللذى عاش كل حياته فى مدينة كونجزبيرج وهي اليوم تابعة لروسيا. وبأمكاننا أن نذكر الرياضى العبقرى كورت جودل ومسقط رأسه يقع في جمهورية التشيك اليوم. وقد تحدثنا عن هاتين الشخصيتين الفذتين فى مرات سابقة. لكن هذا لا يعنى ان الشعور القومي كان موجودا عند كل الشعوب الألمانية بنفس الدرجة. فقى كل عائلة كبيرة ربما يوجد فرد او فردان متمردان لا يشعران بالانتماء الى هذه العائلة بل قد لا يشرفهم الأنتساب اليها! ويريدون منها ان تدعهم فى حالهم!. ربما ينطبق هذا المثال على الحالة الهولندية مثلا.
دعونا نصل الان الى الحرب العالمية الاولي حيث كانت دول المحور تتكون بشكل اساسى من امبراطورية النمسا-المجر والمانيا والدولة العثمانية بالأضافى الى دول اخرى. وكان طبعا في الطرف الأخر انجلترا وفرنسا وروسيا وأيطاليا ثم لاحقا الولايات المتحدة الأمريكية بالأضافة الى دول اخرى. وعندما دخلت المانيا تلك الحرب لم تدخلها باعتبارها الطرف الأقوى لكنها دخلت باعتبارها الأخ الأصغر للأمبراطورية النمساوية. لكن هذا الأخ الأصغر هو من انتزع أعجاب الجميع. فقد استطاع بمفرده قهر الامبراطورية الروسية وأسقطها واستطاع غزو فرنسا وبليجكا واوجع الأمبراطورية الأنجليزية. انه كان كالمصارع الثائر اللذى دخل حلبة المصارعة فأوجع جميع الخصوم ضربا. وهذا الأمر اكسب الدولة الناشئة تعاطفا كبيرا.
وفى وسط هذه الصورة حدث أمر غريب. فقد طلب شاب نمساوي الجنسية أسمه أدولف هتلر التطوع بالقتال مع الجيش الألمانى. والغريب فى هذا الأمر ان نفس هذا الشاب كان قد تهرب من أداء الخدمة العسكرية مع بلده النمسا. وعندما القى القبض عليه تقدم بالتماس للعفو عنه. وقد صدر العفو بعد أن أظهر الفحص الطبى أنه غير لائق بدنيا للخدمة العسكرية بسبب هزاله الشديد. وقد كان هذا الشاب فشل مرتين فى الألتحاق بكلية الفنون فى فيينا. وسمة عشقه للرسم والفن ستظل تلاحقه لاحقا. وقالت لجنة القبول لكلية الفنون ان مواهبه الفنية ليست كافية للألتحاق بتلك الكلية لكنها توصي بان يدرس الهندسة المعمارية لانه موهبته ترشحه لذلك. بيد أنه لم يستطع أن يحقق ذلك الأمر لأن درجاته المدرسة كانت منخفضة. وربما تغير التاريخ شيئا عظيما لو تمكن ذلك الشاب من الألتحاق بدراسة الفن أو العمارة. الخلاصة ان هذا الشاب حارب مع القوات الألمانية . بل وأصيب بعمى مؤقت نتيجة لأستخدام القوات الأنجليزية الأسلحة الكيميائية.
وعندما انتهت الحرب العالمية الأولى كانت نتيجتها مفجعة بالنسبة للألمان. كان هناك حصار بحرى تفرضه انجلترا على ألمانيا تسبب في وفاة مئات الألاف جوعا خصوصا من الأطفال وكبار العمر. لكن على الجانب الأخر لم تتعرض الأراضى الألمانية أبدا للغزو طوال فترة الحرب. بل كانت دائما الجيوش الألمانية تقاتل فوق أراضي دول اخري. وكانت الحكومة الألمانية تدعو الشعب دائما للصبر وتصر على أن النصر قريب وانها مجرد خطوة واحدة فقط وعلى الشعب ان يتحمل ويربط الأحزمة. ثم فجأة ظهر الأعلان انهم خسروا الحرب وطلبوا وقف أطلاق النار.
كان الجنود الألمان فى ساحة المعركة منهكين تماما بعد أربع سنوات من القتال العنيف -وكذلك كان ايضا خصومهم-. كانت تكنولوجيا القتل قد تطورت بشكل مذهل لدى كلي الجانبين. وبعد اربع سنوات من القتال تحولت الحرب العالمية الأولى الى استنزاف دماء حقيقى. كان كلا الطرفين على وشك الأستسلام لكنهم كانوا يمارسون لعبة عض الأصابع. لكن مازاد الطين بلة بالنسبة للألمان هو دخول الولايات المتحدة الأمريكية فى السنة الأخيرة للحرب. صحيح انها فى ذلك الوقت لم تكن قوة عسكرية ذات شأن. لكن قواتها كانت غير مستهلكة كما كانت مصادرها الطبيعية هائلة. وكان الرئيس الأمريكى نلسون لايريد الدخول فى الحرب وكان يريد أن يدخل التاريخ على انه من حقق السلام بين الأوروبيين وكان قد قدم اكثر من مرة عرضا للصلح بين الطرفين يحفظ كرامة وجه الجميع وان تنتهى الحرب بلا فائز أو مهزوم. وحتى بعد دخول الولايات المتحدة الحرب أعاد تقديم مبادرته اكثر من مرة لكنها لم تلق القبول.
فقط عندما ارادت المانيا حسم الحرب عن طريق هجوم كاسح اخير. وكانت المانيا متقدمة فى اراضى خصومها بصورة كبيرة. وكان قوات الحلفاء تتوقع ذلك الهجوم. فكان الأمر كمن يريد ان يقتحم بابا وفى اللحظة اللتى يقتحم فيها الباب يقوم الأخر بفتحه ويتركه مطاحا على الأرض! كذلك كان الحال فى الهجوم الألمانى الأخير فقد فتحوا لهم المجال فتشتت القوات الألمانية فى الخواء وتبخر الجيش فجاءة وكأنه فقاعة كبرت حتى أنفجرت. وصارح الجنرالات القيصر الألمانى ان المانيا خسرت الحرب وعليه أن يطلب وقف اطلاق النار. وبالفعل طلبت المانيا وقف اطلاق النار وأعلنت قبولها المبادرة الأمريكية وكان ذلك فى نوفمبر 1918
هنا ثارت الجماهير وقام القيصر بالتنحى وذهب طواعية الى المنفى. وقامت دعوات باقامة جمهورية شيوعية على غرار الأتحاد السوفيتى. وهذا اثار رعب الباقين وخصوصا من الجيش وأجهزة الدولة. فتم تلبية دعوة موازية لأقامة جمهورية ديموقراطية اشتراكية جديدة كان اول رئيس لها فريدرش ايبرت اللذى تولى السلطة فى يناير عام 1919 وتعرف تلك الجمهورية بأسم جمهورية فايمر وقد أستمرت حتى وصول النازيين الى الحكم عام 1933 .
وأنتهت مفاوضات السلام بمعاهدة فرساى عام 1919 التى تخلت فيها دول التحالف عن عرضها السابق من اتفاق عادل يحفظ كرامة الجميع. وأصرت فرنسا خصوصا على ان تتحمل الدول الخاسرة المسئولية عن الحرب كاملة وتقوم بتعويض خسائرالدول الفائزة. ولم يكن هناك بديل لالمانيا غير القبول بالاتفاقية وخصوصا أن السفن الحربية الأنجليزية كانت ماتزال تفرض حصارها البحري حول المانيا اللذي خلف مئات الألاف من الموتى جوعا فى فترة المفاوضات وحدها. كانت معاهدة فرساى غير عادلة ويعتبرها البعض من اسباب اندلاع الحرب العالمية الثانية. فهناك طرف يقر على نفسه بأنه شيطان رجيم فعل كل شئ سئ بينما الطرف الأخر ملاك رحيم لم يخطئ ابدا. وعلي الطرف الخاسر ان يعلن مسئوليته الأدبية والمادية عن الحرب العالمية الأولى وان يدفع الأموال وتقتطع منه الأراضي واذا لم يكف هذا فتفكك منه المصانع وتنقل الى الدول الأخري. كانت الشروط قاسية على المانيا حتى ان الولايات المتحدة الأمريكية نفسها رفضت تلك الأتفاقية ولم توقع عليها ووقعت معاهدة صلح ثنائية مع المانيا. بل أن احد الجنرالات الفرنسيين قال ان هذه ليست معاهدة سلام ولكنها مجرد وقف لأطلاق النار لمدة عشرين عاما. وقد أصاب كبد الحقيقة بشكل كبير.
كانت جمهورية فايمر ديموقرطية لأقصى درجة. بل أنها كانت اكثر ديموقراطية من المانيا اليوم. فقد كان بأمكان كل انسان ان يفعل ويقول ويطنطن بكل ما يريد. بينما اليوم لايستطيع المرء مثلا ان يدعو الى افكار تدعو الى النازية ولا يتعرض لمسائلة القانون. لكن كانت الأحوال فى تلك الفترة مضطربة جدا. كانت الدولة ضعيفة. ففي اربعة عشر عاما هى عمر تلك الجمهورية تعاقبت عليها اكثر من 20 حكومة. كانت البطالة والمشاكل الاقتصادية هائلة. وفى تلك الفترة حدث التضخم الفائق Hyperinflation اللذي فقد فيه المارك الألمانى قيمته بصورة لا تكاد تعقل أو تصدق
دعونا نعود مرة أخرى الى ادولف هتلر اللذى كان فى تلك الفترة مازال يعمل فى الجيش الألمانى. وكان يعمل تحديدا فى المكتب الأعلامى. وكانت مهمته متابعة النشاطات السياسية المختلفة اللتى كانت تموج فى تلك الفترة. فقد كانت هناك احزاب وحركات سياسية مختلفة. كما كانت هناك ميلشيات شعبية هدفها المساعدة فى صد اي هجوم عسكرى من الخارج او مواجهة اى تحركات شيوعية من الداخل. وكان الجيش يرغب فى توجيه و أستغلال تلك الحركات المختلفة.
وفي يوم من عام 1920 كان هتلر فى زيارة رسمية لجمعية حديثة التكوين اسمها حزب العمال الألمانى DAP بهدف كتابة تقرير عن هذه الجمعية. لكن هذه الزيارة غيرت تاريخ هتلر وتاريخ العالم فقد انتهت بان أنضم هتلر الى هذه الجمعية. بل أنه فى فترة وجيزة أصبح رئيسها وسجلها رسميا كحزب وغير أسمها الى NSDAP وهى أختصار للكلمات التالية Nationalsozialistische Deutsche Arbeiterpartei بمعنى حزب العمال القومي الأشتراكي الألماني. وقد كان هذا الأسم غير مألوف الى حد ما وأن كان ليس أول حزب يحمل هذا الأسم فقد كان هناك على الأقل حزبان في النمسا والتشيك يحملان أسما مشابها. وكان هذا الأسم يضم اسمي اكبر أتجاهين سياسيين معروفين في ذلك الزمن: وهما الأتجاه القومي وهو أتجاه يميني والأتجاه الأشتراكي وهى أتجاه يساري. فقد كان هذا الأسم خلطة من أتجاهين مختلفين . وأختصار أسم الحزب هو نازي NAZI وهى الحروف البارزة من كلمتى قومي أشتراكي. ولذلك على الناصريين او المنتمين لحزب البعث الحذر عند التصريح الى الغرب عموما أو الألمان خصوصا بانهم قوميين اشتراكيين. فهذا الأسم يخلف انطباعا تاريخيا سلبيا لديهم ولربما تولد عندهم انطباع انهم قريبون من النازيين الألمان. لكن طبعا مشكلة هذا الحزب ليس فى منهجه السياسى لكن ما صاحبه من توجهات عنصرية فاشية معادية للديموقراطية.
دعونا نعود الى أسم الحزب. فكلمة ألمانى فيه تعنى انه ممنوع على اليهود الأنضمام اليه. فالحزب كان أشتراكيا يعادي الرأسمالية والشيوعية. والكثير من اقطاب الرأسمالية فى ذلك الزمان كانوا من اليهود. كما أن الكثيرين فى الثورة البلشفية الشيوعية اللتى اندلعت فى روسيا كانوا يهود. أما كون أسم الحزب يعمل صفة انه حزب للعمال فكان ذلك فى رأى هتلر هو تجلي طبيعى لكون الحزب اشتراكيا
كان هتلر عنصريا معاديا للسامية ولكنه لم يكن الوحيد المنفرد بتلك الخواص. بل كان الكثيرون من اعضاء حزبه يفوقونه فى ذلك. بل ان تلك الظاهرة لم تكن المانية خالصة بل أنها كانت منتشرة فى اوروبا فى تلك الفترة. وروج البعض لها بادلة علمية وفلسفية زائفة. منها انهم أعزوا ذلك الى نظرية التطور لداروين. وقالوا أن البشر يتطورون وأرقى جنس هو الجنس الأري اللذى ينتمى اليه الألمان. لذلك يجب ان يبقى جنسا نقيا لا يختلط مع من سواه. كما انهم وجدوا فى كتابات نيتشه عن الأنسان السوبر ومعاداته لليهودية مسوغا فلسفيا ووجدوا فى كتابات ماكس فيبر مبررا حضاريا لتفوق اوروبا الغربية عمن سواها. والحقيقة فان قصة الحرب العالمية الثانية مرتبطة تفصيليا بشكل ضخم مع تاريخ أدولف هتلر. ولكن حتى أن لم يكن اتى الى الحياة لكانت قد حدثت أيضا على يد شخص أخر. فالبيئة الحاضرة كانت مواتية.
ولم يكن هتلر عنصريا فقط بل كان ايضا معاديا للديموقراطية ويراها مصدر ضعف وكان يصرح بذلك علانية. وكان يطمح الى الوصول الى السلطة عن طريق القوة والأنقلابات العسكرية. وبالفعل نظم هتلرا انقلابا عسكريا في عام 1923. لكن هذا الأنقلاب فشل وحكم على هتلر بالسجن وتم حل الحزب النازي بناء علي ذلك. وفى فترة سجنه كتب هتلر الجزء الأول من كتاب كفاحى اللذى أصبح اكثر الكتب مبيعا. وبعد أن خرج هتلر من السجن بعد حوالى العام قام بأنشاء الحزب من جديد. لكنه تخلى عن فكرة الأنقلابات العسكرية للوصول للحكم وقرر أن يصل الى السلطة عن طريق الديموقراطية نفسها ثم بعد ذلك يقضى عليها.
كان هتلر خطيبا مفهوها. مع أنه فى اول خمس او عشرة دقائق يبدو مشوشا متلعثما. لكنه بعدها يملك زمام الموقف ويتحدث بكل حماسة واقناع ويستطيع ان يحمل المستمعين الى حيث يريد ويجعلهم يصرخون ويهتفون باسمه وأفكاره. كما كان من بين أعضاء الحزب من هم ليسوا أقل منه فى الخطابة. فكان وزير الدعاية الأشهر ربما فى العالم كله الى اليوم دكتور جوبلز. اللذي كان يسميه خصومه القزم السام. نظرا لمكره وخطورة لسانه.
أبتدأ الحزب يجمع شعبية واسعة فى المانيا. ونشأ له أكثر من تنظيم خاص. قد كانت فترة جمهورية فايمر ممتلئة بالحركات السياسية المختلفة: من التيارات الشيوعية شديدة التطرف حتى التيارات القومية شديدة التطرف. ومن الأفكار الفاشية الى الأفكار الديوقراطية. ولم يكن امر نادر أن تعقد جماعة فاعلية ما فتحاول جماعة أخرى ان تفسدها. ولذلك نشأ لعديد من الاحزاب تنظيمات خاصة. ففى حالة الحزب النازي نشأت جماعة أسمها SA او Sturmabteilung وترجمتها قسم العاصفة. كان اول من أسسها مدرسا للألعاب الرياضية وأخر من تولى قيادتها فعليا ضابط سابق فى الجيش الألمانى ووزير لاحق فى حكومة هتلر اسمه روم قام هتلر بعد ذلك باغتياله كما سنرى لاحقا. وكانت مهمة ذلك التنظيم الخاص في البداية حماية فعاليات الحزب النازي وافساد الفعاليات الأخرى بالأضافة الى عمليات قتال الشوارع. اما روم فكان يهدف الى ان يصبح هذا التنظيم جيشا شعبيا يحل محل الجيش النظامى الألماني. كما نشأ تنظيم اخر مسلح كان الحرس الخاص لهتلر وأسمه ال Schutzstaffel أو ال SS . وهذا التنظيم اصبح الأكثر أهمية خاصة بعد انهاء تنظيم ال SA فعليا وأغتيال رئيسه. وكان يرأس ال SS هيملر Himmler وهو لم يكن عنصريا فقط بل وكان فى غاية السادية. وهذا التنظيم هو المسئول الأول عن معظم عمليات الجرائم ضد الأنسانية اللتى تورط فيها النظام النازي.
وكانت شعبية الحزب النازي تتأرجح بين الصعود والهبوط. لكن المنحنى العام لها كان فى تصاعد. وفى تلك الفترة كتب هتلر الجزء الثانى من كتابه كفاحى. لكن هذا الجزء لم ير النور فى حياة هتلر. ففى البداية تأخر توزيعه لأسباب تسويقية تتعلق بالجزء الأول. ثم عندما وصل هتلر الى السلطة رأى ان هذا الكتاب يفضح الكثير من مخططاته فأمر بجعله سريا ممنوعا من التداول. وفي هذه الجزء من الكتاب عبر هتلر عن اعجابه بموسولينى الفاشى الأيطاليى وكيف انه أستطاع ان يصل الى سلطة الحكم فى ايطاليا وكان يرى فيه حليفا استراتيجيا لألمانيا. كما انه عبر عن رؤيته الحقيقية للموقف الخارجي. فكان يرى ان الغاء معاهدة فرساى هو مجرد خطوة تافهة. فالوجود الألمانى نفسه فى خطر. ويرى فى الشرق منه فى اوروبا الشرقية والأتحاد السوفيتى ارضا يحتاجها الوجود الألمانى. ويري الجنس السلافى جنسا ادنى منه يجب ان يتم التخلص منه ويبقى منه فقط من سيقومون بالخدمة فى المزارع والمصانع. اما باقى الناس من مثقفين ومتعلمين فانه ليس بحاجة اليهم وضرهم اكبر من نفعهم. وكان يرى ان المعركة الأخيرة ستكون بين المانيا وبريطانيا على جهة والولايات المتحدة على الجهة الأخري.
كان هتلر يبشر الألمان بامبراطورية عظيمة ستبقى لألف عام قادمة. ويعدهم بالرخاء والتقدم. كما كان يعدهم بشئ ضجوا منه وهو القضاء على الديموقراطية اللتى لم يروا منها اى خير ولم يجنوا من ورائها الا الشقاق والضعف. وفى الأنتخابات البرلمانية فى نهاية عام 1932 حصل الحزب النازي على اكبر عدد من المقاعد فى البرلمان. وفشل الديموقراطيون المنافسون فى فرصتهم الأخيرة في ان يجمعوا كلمتهم ويشكلوا حكومة مشتركة. فلم يكن هناك مفر من تكليف هتلر بتشكيل تلك الحكومة. كان خصومه يستهينون به. وتوقعوا انه سيفشل فى الحكم. فكون هتلر المستشار الألمانى – وهذا المنصب يكافئ رئيس الوزراء فى دول اخرى-. تحت رئيس الدولة فون هودنبورج ذلك الرجل عسكرى اللذي كان قائد القوات الألمانية فى الحرب العالمية الأولى واللذي كان من المعروف عنه انه يحتقر هتلر طمأنهم.
عندما تولى هتلر السلطة فى يناير عام 1933 فانه لم يضع وقتا. كان يعلم ان الناس ليست مقتنعة بالضرورة بأيديوليجياته ولكنها اخترته للوعود اللتى قطعها على نفسه. فابتدأ من اليوم الأول بملاحقة المعارضين والقبض عليهم واغتيالهم. حتى أنه اغتال المستشار الألمانى السابق له وحتى صديقه روم اللذى كانت أفكاره الثورية بتشكيل جيش شعبى تشكل عبئا على مصالحه تم اتهامه بالتأمر فى انقلاب عسكرى وتم القبض عليه وطلب منه أن يتناول السم. وعندما رفض تم أطلاق النار عليه بدون أى محاكمة. وفى حادث غامض تم حرق البرلمان الألمانى بالكامل فى نفس العام اللذى تولى فيه هتلر السلطة. والبعض يتهم هتلر بالوقوف خلف ذلك الأمر. وهنا أعطى لهتلر نفسه صلاحية تشريع القوانين بدون الرجوع للبرلمان. ولم يعترض رئيس الدولة وبهذا كان هتلر يحكم منفردا. بل وبعد عام مات رئيس الدولة اللذي كان رجلا طاعنا فى السن. فاصدر هتلر قانونا بالغاء المنصب وضم صلاحياته اليه. بل وقام بتغيير منصبه من مستشار الى القائد Führer أو الفوهرر كما تكتبها المصادر العربية. وهذه الكلمة اى القائد رغم انها كلمة لغوية عادية ألا انها اصبحت اليوم كلمة سيئة السمعة نادرا ما يتم استخدامها فى ألمانيا. كما اصدر هتلر قانونا بحل الأحزاب السياسية الأخرى. فقد اصدر قرارا بألا تتعارض الاحزاب السياسية مع الحكومة وأن تتماهى معها. وبهذا لم يكن هناك فعليا الا حزب قانوني واحد وهو الحزب النازي. بل أن الحزب النازي فعليا فقد وظيفته كحزب باختفاء الأحزاب الأخرى وتحول الى غطاء سياسى جامع لكل الأنشطة السياسية والأجتماعية الأخري فى الدولة. فتم تأسيس حركة خاص بالفتيان بديلا عن حركة الكشافة وتنظيما مماثلا للفتيات. وكانت هناك جبهات منبثقة من الحزب النازي موجودة فى النقابات والمصانع والأحياء والشوارع فسيطر الحزب على جميع اشكال الأنشطة والحياة فى ألمانيا.
كما ميز تلك الفترة عداء هلتر والنازية لليهود. فلقد تم اعتبارهم مسئولين عن كل مشاكل المانيا وتم اتهامهم بأنهم سبب الهزيمة فى الحرب العالمية الأولى. وكان هتلر يعد بأنه عندما يصل الى السلطة سيحل مشكلة اليهود مرة والى الأبد. لكن يبدو ان خطة التعامل معهم لم تكن واضحة من البداية. الأ اننا نرى انه من البداية تم التضييق عليهم ومضايقتهم. فتم منعهم من شغل المناصب العامة ومنع ألأطباء اليهود من الكشف على الأطقال الألمان وأجبار اليهود على حمل نجمة داوود على ملابسهم ووضعها على محالهم حتى يتم مقاطعتهم أقتصاديا. وهذا دفع كثير من اليهود من مغادرة المانيا. مثلا الفيزيائى اليهودي الأشهر البرت اينشتاين كان فى رحلة علمية الى الولايات المتحدة الأمريكية عندما تولى النازيون السلطة فأعلن انه لن يعود الى المانيا. وكانت السلطة فى غاية السعادة لهذا الخبر. ولكن الغريب ان كان هناك توافق تم بين النازية والحركة الصهيونية فكلاهما كان يرغب في مغادرة اليهود المانيا . وكانت الثانية تود طبعا هجرتهم الى فلسطين. فتم توقيع اتقاقية هافارا HAAVARA اللتى تربط بين هجرة اليهود من المانيا الى فلسطين مقابل دعم الصهاينة للأقتصاد الألمانى المتعافي . ولهذا يرى البعض ان النازيين كانوا صهيونيين بينما يرى البعض الاخر ان هذا طرح سخيف وما حدث هو مجرد تقاطع مصالح كان النازيون يرغبون فى التخلص من اليهود وكانت الحركة الصهيونية تريد انقاذهم من براثن سلطة وحشية مخيفة.
لكن لم يحقق هتلر كل ألأمور السابقة بدون أن تكون له أنجازات قدمها للجماهير. فهو قد وفر ملايين فرص العمل فى أنجاز غير مسبوق. وكان ذلك عن طريق اقامة مشاريع كبيرة تحت أشراف الدولة. وكان من أهم تلك المشاريع اقامة شبكة طرق سريعة عبر المانيا. فالطرق السريعة او ال Highway هى اختراع المانى خالص لم يعرفه العالم من قبل. كما قام هتلر بتوفير العديد من فرص العمل عن طريق المشاريع العسكرية السرية. فقد قام بمضاعفة عدد الجيش بمخالفة معاهدة فرساي. وطبعا لم يكن هذا الامر فى السر تماما. كانت الملاحق العسكرية للدول الغربية تراقب هذا الأمر. لكن انجلترا وفرنسا كانتا منهكتين من الحرب العالمية الأولى ولم تكونا تريدان خوص حرب جديدة ضد ألمانيا. وقام هتلر بأعداد طيارين عسكريين سرا. فكان الممنوع على المانيا طبقا لمعادة فرساي ان يكون لديها طيران عسكري. كما قام هتلر بتحديث تسليح الجيش الألمانى وذلك أيضا بمخالفة أتفاقية فرساي. بل انها خالفها ذات مرة مع انجلترا نفسها حيث وقع معها أتفاقية لتوريد السفن الحربية. وكانت انجلترا سعيدة لمكاسبها الأقتصادية وأعلن هتلر ان أتفاقية فرساى قد سقطت وفقط على المانيا ان تعقد اتفاقيات ثنائية لتخفيض السلاح مع الدول المعنية.
كان الشعب سعيدا بفرص العمل الجديدة. وكانت القيادة السياسية للحزب النازي بارعة فى الدعاية. كان رموز الحزب يظهرون كألمان عاديين غير استقراطيين يشاركونهم الشعب أفراحه وأطراحه. كما قامت الدولة بتوفير رحلات سياحية جماعية للعمال. حيث كان يتم تأجير باخرة ضخمة تمكن المواطنين من السياحة الخارجية. فربما ذهبوا الى أيطاليا الجميلة أو ذهبوا الى مصر لمشاهدة الأهرامات. وكان هذا امر لا يمكن تصديقه فى العالم الخارجى. كيف ان دولة محطمة فى الحرب العالمية الأولى تستطيع ان توفر لمواطنيها فى فترة وجيزة جدا كل هذا الترف والرخاء.
وعندما نظمت المانيا دورة برلين للألعات الألمبية عام 1936 ونجحت في ذلك نجاحا شديدا تم مزج الرياضة بالسياسة والبروباجندا. كان هدف النازيين أرسال رسالة داخلية وخارجية عن مدى التفوق الألماني. ولذا كان لهتلر الكثيرون من المعجبين حول العالم اللذين يرونه أفضل زعيم دولة اللذي يجب ان يكون كل رؤساء الدول على شاكلته. ولم يكن كل هؤلاء المعجبون من داخل المانيا فقط. بل ومن دول اوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية والعالم العربي.
بل لم يقتصر الأمر على الانجازات المادية فقط. بل قامت المانيا باستعادة كرامتها وشرفها المهان باستعادة اراضيها وسيادتها اللتى فقدتها جراء الحرب العالمية الأولى. فكانت البداية مع اقليم سارلاند اللذى قرر فى أستفتاء شعبى عام 1935 انه يريد أن يصير المانيا مرة اخرى. ثم قام هتلر بمقامرة عسكرية عام 1936 وربحها. حيث أصدر هتلر امرا للجيش بعبور الراين وبفرض كامل نفوذه على كافة حدود المانيا فقد كان ممنوعا على الألمان التواجد العسكرى فى المناطق غرب نهر الراين. وحيث انه كان يخاف من رد فعل فرنسا فاعطى القوات الأذن بالتراجع مرة اخرى في حالة أن تقدمت القوات الفرنسية. لكن فرنسا لم تفعل أى شئ. ثم فى عام 1938 كانت الذروة. كان قد وصل القوميون الأشتراكيون فى النمسا بلد هتلر الأصلى الى الحكم وطلبوا الأتحاد مع ألمانيا. وفى أستفتاء شعبى قرر النمساويون الوحدة مع المانيا فاصبحت النمسا اللتى كانت يوما ما امبراطورية عظمي أقليم صغير فى الدولة الألمانية الجديدة.
ولم تتم كل النجاحات السابقة بصورة ناعمة لكن كان هناك ايضا وجه خارجى عنيف بدأ فى الظهور. كانت هناك الكثير من المدن التشيكة الحدودية اللتى كان غالبية سكانها من الألمان وذلك لأسباب هجرات تاريخية قديمة. وقام فى تلك المناطق ايضا حزب قومى أشتراكى المانى طلب أيضا الوحدة مع المانيا على غرار النمسا. فقام هتلر بطلب ذلك رسميا وتحجج بمبدأ حق تقرير المصير للشعوب. ورفضت تشيكوسلافكيا. وتحركت الجيوش وبدا ان حرب اوروبية جديدة على وشك الأندلاع. هنا قام الأنجليز والفرنسيون بالتدخل فهم لم يكونوا يرغبون فى اندلاع حرب جديدة فى اوروبا فقاموا بالضغط على تشيكوسلوفاكيا ليقبلوا بطلبات هتلر. وبالفعل فى 1 أكتوبر عام 1938 تقدمت القوات الالمانية وسط هتاف الجماهير المحتشدة وضمت تلك المناطق المعروفة باسم السوديت اليها. وشعرت دولة تشيكوسلوفاكيا بالأحباط الشديد لكن شره هتلر لم يتوقف عند هذا الحد. فقام فى مارس عام 1939 وبدون سابق انذار باحتلال التشيك بالكامل وبدون أى مقاومة تذكر.
هنا ادرك الانجليز والفرنسيون فقط عمق المشكلة اللتى هم منغمسون فيها. ورأوا ان سياسة أسترضاء هتلرلم ولن تجدى شيئا لأن طمعه لانهائى وادركا ان هناك صدام قادم قريب. واللذي بالفعل لم يتأخر كثيرا. فقد كانت هناك قطعة ارض المانية اخيرة لم تستردها المانيا وهى ميناء دانزيج. فطلب هتلر استعادتها وليس هذا فحسب فلم تكن تلك المنطقة كاملة الأتصال بالحدود الألمانية فطلب ممرا من قلب بولندا يصل المدينة بالوطن الأم من كافة الأتجاهات. هنا فقط رفضتا الدولتان وقامتا بتوقيع معاهدة دفاع مشترك مع بولندا لردع هتلر. لكن هتلر لم يكن يأبه لهما. فهو كان يخشى فقط فى تلك الفترة من رد فعل الاتحاد السوفيتى. فوقع هتلر مع ستالين اتفاقية سرية يقتسمان فيها بولندا فيما بينهما. فى الحقيقة لا استطيع ان أجد الكلمات الدبلوماسية المناسبة اللتى يمكن ان تصف حماقة ستالين. كان الرجل يظن انه داهية لا يشق له غبار. وكان سعيدا بالخلاف الغربى لانه يجعله يقوم بكل هدوء وبدون أزعاج من احد بتوسيع حدوده الشرقية الأسيوية. بينما كان هتلر من اليوم الأول لوصوله للحكم وهو يخطط لذبح الأتحاد السوفيتى والقضاء عليه.
ولتسويق الأمر داخل المانيا قامت الات الدعاية بتصوير المهجرين الألمان وكيف تساء معاملتهم وكيف أنهم يطردون من داخل بولندا نساء وأطفال. وكانت تلك الأفلام الدعائية تعرض فى القاعات السينمائية. وبالفعل فى ا سبتمبر 1939 تحرك الجيش الألمانى لغزو بولندا وأعلنت انجلترا وفرنسا الحرب على المانيا وبدأت رسميا الحرب العالمية الثانية.
لم تكن المقاومة البولندية تشكل عائقا كبيرا للألمان بل انهم اجتاحوها سريعا. ولم يقدم الأنجليز والفرنسيون مساعدة عسكرية تذكر. وتظاهر الأتحاد السوفيتى انه يريد ان يدافع عن مصالحه فتقدم بجيوشه حتى الحدود المتقق سرا عليها مع المانيا. وتم تقسيم بولندا بينهما. يرى الكثير من البولنديين ان قدرهم صعب. فلديهم جاران هما تاريخيا فى غاية القسوة وهما المانيا وروسيا من يصحو منهما من النوم مبكرا ويشعر انه بحالة نفسية جيدة يقوم بالأعتداء على بولندا.
كان بامكان فرنسا ان تهاجم الحدود الغربية لالمانيا لكنها لم تفعل اى شئ سوى اعلان الحرب على المانيا والبقاء مختبئة خلف خط ماجينيو. وعندما فرغت المانيا من بولندا فى ثلاثة او اربعة اسابيع أتى الدور على فرنسا فقامت باجتياحها فى مايو عام 1940 تماما كما فعلت فى الحرب العالمية الأولى. وتجنبت المانيا اقتحام خط ماجينيو لكنها احتلت فرنسا عن طريق احتلال الدول المحايدة هولندا وبلجيكا ولكسمبورج. وسنرى بالتفصيل الحرب الفرنسية فى مرة قادمة.ولم ينته شهر يونيو عام 1940 الا وقد استسلمت فرنسا. قام الجيش الألمانى باحتفاله العسكري فى شارع الشانزليزيه الشهير مارا باقواس النصر. وغسلت المانيا عار هزيمتها فى الحرب العالمية الاولى. بل وأصر هتلرعلى ان يكون توقيع اتقاقية استسسلام فرنسا فى نفس عربة القطار اللتى وقعت فيها المانيا على هزيمتها فى الحرب العالمية الأولي. وقام هتلر باقامة نظام موالى له فى فرنسا.
وبهذا لم تتبقى سوى انجلترا. في الحقيقة لم يكن هتلر راغبا فى غزو انجلترا. فهو كان انسان عقائديا له رؤياء الخاصة. فهو كان يرى فى الأنجليز اخوة له و كان فقط يريد من انجلترا ان تقبل الوضع القائم وكانت انجلترا ترفض. فقام هتلر بتجويع انجلترا وحصارها عن طريق حرب الغواصات. كما انه قام بدك المدن الأنجليزية بالطيران دكا. بل ان الطيران الألمانى قصف القصر الملكي.
كانت الضربات الألمانية لأنجلترا عنيفة جدا. وكانت انجلترا تترنح وكانت تستعد لتلقى رصاصة الرحمة حتى حدثت مفاجأة عجيبة. فجاء توقفت الضربات الألمانية وقامت المانيا بغزو الأتحاد السوفيتيى. ولم تكن انجلترا وحدها المتفاجئة بل كن ستالين شاغرا فمه. وهو يرى القوات الألمانية تجتاح الاتحاد السوفيتى بالأسلحة الروسية اللتى كان الأتحاد السوفيتى يقدمها لالمانيا واللتى توقف هتلر عن سداد ثمنها فى الفترة الأخيرة,
قبل هتلر مخاطرة ان يفتح جبهتى قتال على نفسه فى نفس الوقت. فكان يرى ان انجلترا قد اصبح لا خطر منها الان وقد تم تحييدها بالضربات العسكرية والأن اصبحت الفرصة مواتية لقطف الثمرة الكبرة وغزو الأتحاد السوفيتى وهذا ما سنستكمله في المرة القادمة ان شاء الله.