قبل مائة عام مثل اليوم تماما كانت هناك حرب ضروس قائمة طحنت رحاها اوروبا. هذه العبارة نستطيع تكرارها اليوم ولاربع أعوام قادمة وستظل سارية. فقد قامت الحرب العالمية الأولى فى 28 يوليو 1914 وانتهت فى 11 نوفمبر عام 1918. ونظرا لمرور هذا العدد المميز وهذه المائة من السنوات ظهرت العديد من الدراسات التاريخية اللتى تتعلق بهذا الحدث الهام هذا العام. فدعونا نلقى نظرة على هذه الواقعة التاريخية الهامة.
سيقول انسان مالنا وأوروبا؟ أليست مشاكلنا كفاية؟! بل وربما أن الاوروبيين قد نالهم حقهم! لكن مع نظرة مدققة سنري أن ذلك الحدث يهمنا بأكثر مما نعتقد. فلولا الحرب العالمية الأولى لما كان وعد بلفور! او اتفاقية سايكس بيكو! ولما بدأت شعوب العالم الثالث تطالب باستقلالها. وربما لما قامت التجارب الفاشية والنازية والستالينية ولما قامت الحرب العالمية الثانية!
لكن حتى وان لم يحدث كل ذلك فدراسة تاريخ الشعوب تفيدنا في التعرف علي حاضرنا. والتحجج بأن للشعوب الاخرى خصائص تختلف بها عنا هو قول حق يراد به احيانا باطل. ونركل هذه الحجة باقدامنا أول ما نطلب الطب مثلا فنطلبه ولو فى الصين وتختفى فجأة خصوصيات الشعوب. وهناك قوانين عامة يشترك فيها كل الناس. والبشر يتشابهون -حتى فى حماقاتهم- رغم انوفهم. فلو تحدثت مع صينى لأخبرك ان الأوروبيين لهم جميعا نفس السحنة وانه ليتعجب كيف يمكن تمييز اوروبى من أخر!
والشئ الملفت فى الحرب العالمية الأولى انها فاجاءت جميع شعوب اوروبا. فقبل اسابيع بسيطة من اندلاعها كان أخر شئ يفكر فيه الاوروبى ان تقوم حرب بين شعوب تلك المنطقة. وبعد ان وضعت الحرب العالمية الأولى اوزارها وخلفت خلفها الدمار والخراب بدا وكأن تسونامى غادر ضرب تلك البلاد فى غفلة من أصحابها.
فبداية القرن العشرين كانت انتصارا مدويا للحضارة الأوروبية. ففى هذه الفترة ظهرتا النظريتان: النسبية والكم. ويكفى هذا وحده فقط عند محبى العلوم لأدراك اى مرتبة قد وصلتها البشرية فى تلك الفترة. فى تلك السنوات ارتفعت الطائرات فى الهواء وجرت القطارات على القضبان و تحركت مركبات المترو فى العواصم الاوروبية وسارت السيارات الفخيمة وغطس الانسان فى البحر باستخدام الغواصات. كما ارتقت الاداب وعلا العمران وازدهر الأقتصاد والتجارة الدوليان. صحيح انه كانت توجد بعض الخلافات الحدودية كاللتى كانت موجودة بين فرنسا والمانيا. لكن حجم التعاون الاقتصادي بينهما كان كافيلا لوأد أي فكرة حرب تنشب بينهما.
لكن المظاهر خادعة. ومؤرخو العصر الحديث يرون انه تحت السطح كانت مبررات الحرب ترقد متأججة. بل البعض يرى ان الحرب العالمية الأولي كانت ضرورة حتمية سارت اليها الدول الاوربية سيرا وهى لا تدرى بل وحتى بلا ذنب منها كأنها تمشى اثناء النوم! . ولعل الحقيقة ان كل الدول الاوروبية المشاركة تتحمل ذنبها وقسطها من المسئولية بلا استثناء وأن ظل المؤرخون لفترة طويلة يحملون المانيا والنمسا-المجر وحدهما المسئولية الاساسية لاندلاع تلك الحرب.
فالواقع القائم لم يكن مثاليا. وخلف الوجه البراق المضئ للقمر أختفى جانب مظلم ومخيف. و الوجه الثاني لعملة رقى دول اوروبا كان استعمارها لباقى شعوب الأرض. وحتى البلاد اللتى لم تكن محتلة كانت هناك اتفاقات سرية بين دول العالم ما يسمى الاول لاحتلالها وتوزيعها فيما بينهم وخصوصا بين انجلترا وفرنسا.
وسط هذه الاجواء ولد الطمع لبعض الدول الاوروبية الاحساس انها حصلت على أقل مما تستحق. فقرر القيصر الألماني فريدرش فيلهيلم الثاني بناء اسطول بحرى حديث وقوي حتى يجلس على طاولة المفاوضات على قدم المساواة مع الامبراطورية الانجليزية. وكانت خطته ان الاسطول الألمانى لايجب ان يكون متطورا فقط بحيث يكسب بعض المعارك البحرية بل ينبغى ان يكون من القوة أيضا بحيث حتى لو دخل فى حرب مع انجلترا نفسها لألحق بالأسطول الأنجليزي ضررا شديدا. وهنا بدأت حرب تسليح باردة بين انجلترا و المانيا. وظهرت السفن المحاربة الكبيرة والمسلحة باقوى المدافع . وابتدأ انتاج الغواصات بمعدل سريع. لكن لم تكن المانيا لتستطيع ان تنافس انجلترا فى هذا الميدان. وبعد ان اقرت المانيا بالهزيمة فى هذا الميدان اتجه التركيز نحو سباق تسلح جديد لكن بالنسبة للقوات البرية. وكانت انجلترا حائرة فى النوايا الالمانية الحقيقية!
كانت الدولة العثمانية أصبحت رجل أوروبا المريض وتحولت الى لقمة سائغة فى المنطقة. ويرى البعض انها شبه معجزة ان استطاعت الدولة العثمانية الأحتفاظ باجزائها الاوروبية طوال القرن التاسع عشر. لكن السبب فى ذلك يعود الى ان الدول الأوروبية العظمي لم تكن قد حسمت امرها بعد ولم تتفق فيما بينها علي من يرث ماذا. ولذلك حرصوا على ابقاء ممتلكات الدولة العثمانية واقفة كشجرة ميتة حتى اشعار اخر.
وكانت لروسيا القيصرية مطامع اقليمية. فقد كانت تريد منفذا لها على البحر الأبيض المتوسط وكانت تطمع فى الوصول الى مضيق الدردنيل. ثم انها كانت تعتبر نفسها ابا روحيا للجنس السلافى والقومية السلافية وكانت تطالب باستقلالهم عن الدولة العثمانية. وفى عام 1878 ميلادية وجدت روسيا ان الفرصة مواتية فارسلت انذارا للدولة العثمانية تامرها فيه بالتخلى عن معظم ممتلكاتها الأوروبية لصالحها. لكن الدول الأوروبية الاخرى هرعت الى عقد مؤتمر دولى لبحث تداعيات الأزمة ليس حبا فى الدولة العثمانية لكن حرصا منها على الا تبتلع روسيا وحدها املاك الدولة العثمانية. فكان مؤتمر برلين اللذى نتجت عنه قرارات مصيرية هامة. حيث قرر المؤتمرون قيام دولة مستقلة للقومية السلافية تحت اسم جمهورية صربيا. اما بالنسبة البوسنة والهرسك سلافية العنصر واسلامية الديانة قرر المؤتمرون ان تبقى تابعة للدولة العثمانية ولكن تحت وصاية وانتداب مملكة النمسا-المجر. وما عدا ذلك يبقى الوضع كما هو عليه. وقبلت الدولة العثمانية بقرارات المؤتمر. صحيح انها خسرت بعض ممتلكاتها لكنها احتفظت بالغالبية العظمى من الباقى. اما الروس فقد شعروا بخيبة أمل فقد خرجوا خالى الوفاض تماما.
اذن كانت هناك سمكة صغيرة اسمها البوسنة موضوع فوقها يافطة “الدولة العثمانية” لكنها موجودة فى داخل بطن حوت كبير اسمه مملكة النمسا-المجر. ولذلك لم تكن الا مسألة وقت فبعد مرور 30 سنة من مؤتمر برلين وأثناء احتفال قيصر النمسا فرانس جوزيف بمرور 60 عاما على توليه الحكم اعلن ضم البوسنة نهائيا الى مملكة النمسا-المجر. قابلت الدولة العثمانية ذلك بالاحتجاج وقطعت علاقاتها التجارية مع النمسا. ولم تكن تستطيع اكثر من هذا فى ذلك الوقت. اما جمهورية صربيا ذات الطبيعة القومية واللتى كانت تريد انشاء وطن شامل لكل السلافيين فقد جن جنونها ورفضت ذلك القرار. وكذلك فعلت روسيا. صحيح ان النمسا قامت برشوتها بضمان وصول روسيا حتى مضيق الدردنيل. الا ان انجلترا رفضت ذلك الاتفاق. فشعرت روسيا انه تم الخداع و التلاعب بها. وكاد الأمر ان يصل الى حرب كبرى . لكن روسيا كانت خارجة من هزيمة من حرب مع اليابان بالاضافة الى وقوف المانيا بمنتهى الحسم وراء النمسا كل ذلك اجل الحرب مؤقتا. كما ان النمسا قد دفعت لاحقا للدولة العثمانية تعويضا ماليا يقدر ب 2,5 مليون جنيه عثماني تنازلت بمقتضاه الدولة العثمانية عن البوسنة بشكل نهائي.
وكانت هناك قوة صاعدة فى المنطقة اسمها المانيا -خصوصا بعد ان تم توجيدها تحت قيادة مملكة بروسيا ذات الطابع العسكرى-. وكان لالمانيا عدوان تقليديان هما روسيا وفرنسا اللذان تقع المانيا جغرافيا بينهما. وكانت اخر حرب فى عام 1870 انتهت بهزيمة فرنسا هزيمة مخزية . حيث خسرت فرنسا مناطق الالزس ولوران لصالح المانيا بالاضافة الى تحمل فرنسا نفقات الحرب كاملة. وكانت فرنسا تحاول جاهدة ان تغسل عار هزيمتها بأي شكل. وكانت المانيا تحاول دوما ان تعزل فرنسا عن روسيا بحيث لا يتفقان ابدا. لكن نجح الفرنسيون فى عقد معاهدة للدفاع المشترك بينهم وبين روسيا. وفطن الالمان انهم المقصودون من وراء ذلك الامر. وكان هناك برنامج عسكرى روسى وفرنسى وكانت تقديرات العسكريين الالمان ان هذا البرنامج سيكتمل فى عام 1916 . ولذلك كان الصقور من العسكريين الألمان يلحون على قيصر المانيا فى توجيه ضربة استباقية ضد فرنسا وروسيا قبل اكتمال استعداداتهما العسكرية.
كما كان الوضع الداخلى فى كثير من الممالك الاوروبية هشا. خاصة فى مملكة النمسا-المجر اللتى كانت تتكون من قوميات كثيرة. فكما يدل اسم المملكة نفسها انها كانت تتكون من قسمين منفصلين هما النمسا والمجر. تأتى بعد ذلك اقليات كثيرة كالتشيك و السلوفاك والسلافيون وغيرهم. كذلك كان الحال بالنسبة للدولة العثمانية اللتى كانت تحتوى على الأرمن والاكراد و العرب من ضمن قوميات اخرى. كذلك كانت الامبراطورية الانجليزية والفرنسية تحتوى على قوميات متعددة فى افريقيا واسيا. لكن قوميات مملكة النمسا-المجر والدولة العثمانية كانت اكثر ازعاجا من غيرها فى طلب الاستقلال. وفى احيان كثيرة يتداخل الشأن الداخلى مع الخارجي. وكثيرا ما تحاول الدول حل مشاكلها الداخلية بالانجراف فى حروب بدعوى ان لا صوت يعلو فوق صوت المعركة. وحتى المانيا اللتى كانت متجانسة عرقيا كانت بها ازمة سياسية داخلية. حيث انها لم تكن ديموقراطية تماما او ديكتاتورية تماما. فقد كان هناك برلمان وانتخابات واحزاب ونقابات. لكن كانت القرارات المصيرية كقرارات السلم والحرب تقع فى يد القيصر والدائرة الضيقة المحيطة به فقط. وكانت هناك يوميا العديد من الاضطرابات و المظاهرات العمالية اللتى تطالب بمزيد من الحقوق لذلك كان الانغماس فى الحرب والهروب الى الأمام من احد وسائل ضبط الشارع الداخلي.
خلاصة الصورة انه كان في القارة الاوربية فى بداية القرن العشرين معسكران كبيران. العامل المشترك فى كل معسكر هو المصالح المشتركة وربما تشابه نظام الحكم والجغرافيا القريبة أو التاريخ واللغة المشتركة. فكان المعسكر الاول يضم النمسا-المجر والمانيا وانضمت اليهما ايطاليا. اما المعسكر الاخر فكان يضم روسيا وفرنسا بصفة خاصة. وكانت هناك خلافات استعمارية بين روسيا وانجلترا. لكن بعد ان توصلا الى اتفاق بينهما وقبلت انجلترا بضم روسيا لاراضى اسيوية حدودية انضمت انجلترا الى معسكر روسيا وفرنسا.
كانت هذه صورة اوروبا فى صيف عام 1914. وسرعان ماتطورت الاحداث سريعا بشكل غير متوقع. فى 28 يونيو عام 1914 كان ولى عهد النمسا-المجر فى زيارة رسمية الى البوسنة حيث قرر مجموعة من الشباب القوميين اغتياله ونصبوا له عدة كمائن على طريق زيارته وكانوا مسلحين بالمسدسات و القنابل اليدوية. واثناء مرور موكب ولى العهد القى عليه احد افراد المجموعة قنبلة يدوية. لكنها لم تصب ولى العهد باى سؤ. ونجا ولى العهد من القنبلة ولكنه لم ينج من قدره. فبعد فشل محاولة الاغتيال اللتى اسفرت فقط عن اصابة احد الضباط المصاحبين لولى العهد اصابة بسيطة اصر ولى العهد على الاطمئنان على الظابط المصاب وزيارته فى المستشفى وغير موكب الأرشيدوق مساره عن المسار المحدد له واتجهت سيارة ولي العهد رأسا نحو احد الشبان المشتركين فى المؤامرة اللذى لم يصدق عينيه وهو يرى ان ولى العهد يمر على مسافة مترين منه فاخرج مسدسه واطلق رصاصة اصابت ولى العهد. والقت زوجته نفسها عليه لتحميه فاصابتها الطلقة الثانية. وقضى الزوجان نحبهما بعد ساعات قليلة من اصابتهما فى المستشفى.
كان الوضع جد خطير. فهذا هو ولى العهد وزوجه يتم اغتيالهما فى وضح النهار على ايدى شباب قوميين. وكان من المفهوم ان النمسا لا بد وان سترد على هذه الحادثة المزلزلة. لكن السؤال الى الى مدى ستذهب النمسا-المجر. هل تكتفى بعمل محدود ام تنتهز الحادثة وتضم اليها جمهورية صربيا عنوة كما كان طموحها دوما؟
ربما تكون المفاجأة ان النمسا نفسها لم تكن متأكدة مما يجب ان يكون عليه رد فعلها. فاول شئ ارسلت مبعوثا شخصيا الى حليفتها المانيا لتستعلم موقفها. واعطت المانيا النمسا تأكيدا كاملا انها ستفق خلفها فى اى قرار تقرره واعطتها شيكا مفتوحا. وبعد ثلاثة اسابيع من التردد و التفكير قررت النمسا ان تعمل تعبئة جزئية لقواتها حتى تعطى انطباعا انها تريد القيام بعملية محدودة فقط. ولكنها فى الوقت نفسه ارسلت انذارا نهائيا الى صربيا مكونا من عشر نقاط. واتهمت صربيا فيه انها مسئولة عن دعم المجموعة اللتى قتلت ولى العهد. قبلت صربيا 9 من القاط واعتبرت العاشرة تدخلا فى سيادتها الداخلية. ولم يكن هناك مناص من بدء الحرب.
اما فى المانيا حيث كان المسئولون يسعون الى حرب خاطفة يقضون فيها على التهديد الروسى و الفرنسى. لكنهم كانوا فى الوقت نفسه لا يريدون ان يظهروا امام شعبهم وكأنهم هم الطرف البادئ بالحرب. فقد كان اخر شئ يريده المسئولون ان يذهب الجنود الى جبهات القتال ثم يقوم العمال بالاضراب عن العمل فى المصانع لرفضهم ان تراق دماء ابناءهم من اجل قتل أمير ما. فلذلك قررت دائرة السلطة الحاكمة ادارة الموقف بحكمة.
كانت روسيا رافضة تماما لأي تحرك نمساوي يهدف الى اذلال صربيا او المساس بسيادتها. لذلك اعلنت رفضها للانذار النمساوى واعلنت دعمها الكامل لصرببيا وابتدأت عملت تعبأة شاملة لقواتها. وكانت هذا الفرصة اللتى ينتظرها الالمان. فعمل تعبئة روسية يعرض الامن القومى الالمانى لخطر ويظهر الامر ان المانيا فى حالة دفاع عن النفس فارس القيصر الالمانى انذارا الى القيصر الروسى يطلب منه ان يسحب قواته فى خلال 24 ساعة و الا فان المانيا سوف تكون مضطرة لاعلان الحرب على روسيا.
اما خطة المانيا العكسرية فكانت جديرة بالتأمل. فهي تقول انه سواء خاضت المانيا حرب ضد روسيا وفرنسا او ضد روسيا وحدها او ضد فرنسا وحدها فالامر سيان! فعلى المانيا ان تهاجم فرنسا اولا. فالاستراتيجية الالمانية كانت ترى الجيش الروسى جيشا بدائى ومتخلف يحتاج الى 6 اسابيع حتى يستطيع عمل تعبئة كاملة ويشكل خطرا على المانيا. فاذا خاضت المانيا حربها ضد روسيا أولا ستتفاجئ بفرنسا تطعنها من الخلف. ولذلك كان على كل الاحول على المانيا أن تبتدا بفرنسا اولا وتكون مطمئنة ان ظهرها فى امان لمدة 6 اسابيع. اذن كان على المانيا ان تجهز على فرنسا فى خلال 40 يوما فقط. لكن كيف يتم ذلك و الجبهة الالمانية الفرنسية صعبة وتحتاج الى الكثير من الجهد؟ كانت الخطة الالمانية تقتضى الا تتم مهاجمة فرنسا من الشرق ولكن من الشمال حيث الجبهة ضعيفة. ولكن كان ذلك يعنى غزو بلجيكا أولا اللتى لم تكن طرفا فى الحرب الدائرة وكانت فى حيالة حياد!
اذن بعد مرور 24 ساعة من الأنذار الألماني اعلنت المانيا الحرب على روسيا. وحيث انه كانت هناك اتفاقية دفاع مشترك بين روسيا وفرنسا فاعلنت فرنسا بدورها الحرب على المانيا. وهنا طلبت المانيا من بلجيكا السماح لقواتها بالمرور لمهاجمة فرنسا. لكن بلجيكا رفضت لانها ليست فى حرب مع احد وهي فى حالة حياد فاعلنت المانيا الحرب على بلجيكا. اما انجلترا فلم تكن توجد معاهدة دفاع مشترك تربطها مع روسيا أو فرنسا. لكن كانت هناك معاهدة دفاع مشترك تلزمها امام بلجيكا. فلذلك اعلنت هى الاخرى الحرب على المانيا.
وهكذا تدحرجت فجأة كل احجار الدومينو. وفى 28 يوليو اى بعد شهر كامل من اغتيال ولى عهد النمسا المجر تحركت العربات العسكرية النمساوية باتجاه صربيا ووجدت اوروبا نفسها فى حالة حرب الجميع ضد الجميع!