هناك الكثير من الجوانب الغير معروفة في شخصية اسحق نيوتن العالم الانجليزي المشهور. مثل اهتماماته الدينية او طباعه صعبة المراس او انه كان محبا لللانتقام للدرجة اللتي تجعلك لا تتمني ان تصير له في يوم من الايام خصما او منافسا.
طفولة نيوتن لم تكن سهلة فقد مات ابوه قبل ولادته ب 3 اشهر. وتزوجت امه و هو في الثانية من عمره. وعندما تزوجت امه لم تأخذه ليعيش معها بل انتقلت هي الي بيت زوجها وتركت نيوتن ليعيش مع جدته رغم ان القرية اللتى انتقلت اليها لم تكن تبعد الكثير عن القرية اللتي عاش فيها نيوتن. والواضح ان اسحق نيوتن لم يغفر لامه هذا التصرف ابدا وانها ضحت به من اجل زواجها. وقد كتب نيوتن كيف وانه في التاسعة عشر من عمره انتابته في احدي المرات ثورة عارمة من الغضب وذهب الي بيت امه وزوجها وهو يريد ان يحرقهما ويحرق البيت اللذي كانا يعيشان فيه.
وكان نيوتن يحب ان يكون مطاع الامر ويكره من يتحدي رغباته او يقف عثرة في طريقه. وهذا كان موقفه من فلامستيد مدير المرصد الفلكي واللذي استعان نيوتن بارصاده للقمر في وضع كتابه الشهير الاصول الرياضية للفلسفة الطبيعية. ووجه نيوتن له الشكر في كتابه لحسن تعاونه. ثم يذهب نيوتن مرة اخري الي فلامستييد ويطلب منه ارصاد جديدة لانه يستعد لاصدار طبعة جديدة من كتابه. فيرفض فلامستيد. ويغضب نيوتن اشد الغضب ويحاول الضغط بشتى الوسائل ولكنه لا يستطيع ان يصل الى شئ. فيتفتق ذهن نيوتن عن حيلة جديدة فهو كان في هذا الوقت رئيس الجمعية الملكية. فيشكل لجنة علمية هو رئيسها ويستدعي فلامستيد و يطالبوه بنتائج اعماله. ويضطر فلامستيد ان يعطيهم اياها. ولكنه يقول لهم ان هذه النتائج ليست للنشر. فماذا يفعل نيوتن؟. يعطي هذه البيانات لادموند هالي عدو فلامستييد اللدود لينشرها في كتابه مجانا. فيستشيط فلامستييد غضبا ويلجأ للقضاء ويتمكن في اخر لحظة من الحصول على امر قضائي بوقف النشر. وهنا يستشيط نيوتن غضبا ويعمل على محو الشكر اللذي وجهه لفلامستيد من قبل من نسخ طبعات كتابه القادمة.
اما نزاعه الاشهر فكان مع العالم والدبلوماسي الالماني لايبنيتز. حيث كان كل منهما ينسب السبق في الوصول الى حساب التفاضل لنفسه. وتدخل الكثيرون من العلماء في هذا النزاع وكتبوا مقالات لهم مؤيدة لاحد الطرفين. ويرتكب لايبنيتز خطئا قاتلا حيث يلجأ للجمعية الملكية للتوسط في هذا الامر والتحقيق في الموضوع واصدار قرار لصالح احدهما. وكان نيوتن كما نعلم هو رئيس الجمعية الملكية. فيقوم نيوتن بتشكيل لجنه للتحقيق في هذا الامر.وكان للصدفة طبعا كل اعضاء هذه اللجنة من اصدقاؤه. ثم الاكثر من هذا يقوم نيوتن نفسه بكتابة التقريرالنهائي للجنة اللتي يقوم اعضاؤها فقط بوضع تواقيعهم على التقرير. وبالطبع يعطي التقرير الاولوية والسبق لنيوتن ويتهم التقرير لايبنيتز بانه غشاش وسارق افكار وليس له اي فضل في التوصل الي حساب التفاضل. وقد قال نيوتن عن هذا الموضوع فيما بعد. انه كان من دواعي سروره انه كسر قلب لايبنيتز .
و كان نيوتن في اخر سنواته قد ترك كامبريدج والعمل الاكاديمي وانتقل للعمل كرئيسا لمصلحة سك العملة الانجليزية. وكان من ضمن مهامه تعقب المزيفين والمجرمين ولاشك انها كانت فرصة بالنسبة له للانتقام من الخارجين على القانون ووضعهم تحت حبال المشنقة.