الأتحاد السوفيتى فى الحرب العالمية الثانية

سنتعرف اليوم على أحد الدول المنتصرة فى الحرب العالمية الثانية وهى دولة الأتحاد السوفيتى السابق. ولابد فى البداية من الأشارة الى ان الأتحاد السوفيتى مهضوم الحق أعلاميا. فبسبب قوة الدعاية الغربية يبالغ المرء فى دور بريطانيا أو الولايات المتحدة الأمريكية. بل وحتى فى دور ألمانيا نفسها لكن يبقى ذكر الأتحاد السوفيتى مختفيا. قد تكون بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية قد لعبتا دورا كبيرا فى تلك الحرب. ولكن بلاشك  فأن الدور الأكبر قد لعبه الأتحاد السوفيتى. بل دعونا نقول انه حتى لو لم تشاركا بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية فى الحرب العالمية الثانية لكان الأتحاد السوفيتى منفردا قد انتصرعلى المانيا. لكن دعونا نضيف أيضا أن الأتحاد السوفيتى قد كسب الحرب العالمية الثانية عسكريا غير انه خسر حربه في الحياة. فهذه الدولة قد أختفت من فوق سطح الكرة الأرضية ولم تعد موجودة اليوم.

وكما عهدنا فى هذه السلسلة من المقالات فأننا نرى الحرب العالمية الثانية من وجهة نظر الدول الخائضة لها. ولنرى الحرب العالمية الثانية من منظور الأتحاد السوفيتى لابد ان نتعرف على المحددات الثلاثة اللتى حددت شكل الحياة فى الأتحاد السوفيتى فى فترة الحرب العالمية الثانية: وهى الثورة الروسية والثورة البلشفية وجوزيف ستالين.

أما الثورة الروسية فقد تحدثنا عنها بالتفصيل من قبل عندما تحدثنا عن الحرب العالمية الأولى. ولن نعيد تكرار الكلام بالكامل هنا. لكن ما يمكن تلخيصه سريعا أن الثورة الروسية قد حدثت أثناء الحرب العالمية الأولى فى فبراير من عام 1917 وكان ذلك بسبب الخسائر الهائلة اللتى حاقت بروسيا أمام ألمانيا فى تلك الحرب. وبسبب المجاعة اللتى سادت ارجاء روسيا فى تلك الفترة. -ذلك مع العلم بأن روسيا كانت فى ذلك  الوقت من أكبر الدول الزراعية فى العالم-. كان نظام الحكم قيصريا. وكان القياصرة الروس استقراطيين يعاملون الشعب على طريقة أنتم عبيد أحساناتنا! بل وكانوا يتعاملون مع النخبة السياسية نفسها وكأنهم أنصاف الهة. اما القادة السياسية والعسكريون فكانوا يتعاملون مع الشعب والفلاحين وكأنهم مجرد أرقام لاقيمة لها. فكانت الهوة شاسعة وكانت معاناة الشعب عظيمة. ولذلك عندما قامت الثورة شاركت فيها جميع قطاعات الشعب وبخاصة “السوفييت”. وهى كلمة روسية تعنى نقابات العمال والجنود. ومن هذه الكلمة تم اشتقاق اسم دولة الأتحاد السوفيتى.

أما الثورة البلشفية فقد حدثت ايضا فى عام 1917 وذلك بعد ثمانية أشهر فقط من الثورة الروسية وتحديدا فى 17 أكتوبر. وكان ابطال هذه الثورة البلاشفة. وهم جناح يسارى متطرف فى حزب العمال الروسى الأشتراكى الديموقراطى وكان زعيم هذا الجناح لينين. والبلاشفة هى كلمة روسية معناها الأكثرية. وكان خصومهم من نفس الحزب يسمون المناشفة بمعنى الأقلية. لكن هذه الأسماء لم تكن تعبرعن الأعداد الحقيقية لكلى الجناحين ولكنهما نتجا عن موقف معين في اجتماع للحزب فى لندن فى عام 1903 حين تحدث لينين فى هذا الأجتماع وطلب لأول مرة ضرورة اسقاط القيصر ونادي ايضا بشئ غريب وهو الحكم عن طريق ديكتاتورية ديموقراطية الطبقة العاملة. وكان التصويت فى نهاية هذا المؤتمر لصالح البلاشفة لكن فى فترات لاحقة كان المناشفة هم الأغلبية. وعندما قامت الثورة الروسية وقع أنشقاق بين البلاشفة والمناشفة وقامت حرب أهلية هائلة فى روسيا. وذلك لأن المناشفة قبلوا مشاركة الأصلاحيين اللذين كانوا لايريدون أسقاط الدولة الروسية القائمة ولكن أصلاح شأنها والمحافظة على مصالحها الأقليمية والقومية فى حكم الأتحاد السوفيتي. وظهر خلاف مصيري بشأن المضى في الحرب العالمية الأولى حيث كان المناشفة والأصلاحيون يريدون الأستمرار فى تلك الحرب. يينما كان البلاشفة يريدون انهاء الحرب فورا وانسحاب روسيا منها. وقرر البلاشفة الأنقلاب على الحكم والقيام بثورة مسلحة وحل المجلس التأسيسي المنوط به كتابة الدستور. وكان البلشفيون يشكلون ربع المجلس التأسيسى فى ذلك الوقت. لكن هذا الفعل أدي الى حرب أهلية سقط فيها الملايين من الضحايا الأبرياء. وفى القراءة في التاريخ الروسى يجب على المرء ان  يدعك عينيه ويقرأ السطور مرتين ليتأكد فعلا من عدد الضحايا اللذي يكون بالملايين فى كل مرة. وكان الجيش المناصر للبلاشفة هو الجيش الأحمر اما فى الجانب الأخر فكان جيش المناشفة يدعى الجيش الأبيض. وما أطال امد الحرب الأهلية الروسية هو تدخل القوى العالمية فى تلك الحرب. فكانت انجلترا وفرنسا وأمريكا تساعد الجيش الأبيض بينما كانت ألمانيا تساعد الجيش الأحمر. وأنتهت الحرب الأهلية فى النهاية بانتصار البلاشفة وهروب خصومهم خارج البلاد.

وهناك نقطة جانبية ينبغى ذكرها. وهو دور اليهود فى تلك الحرب. حيث كانت اليهود أقلية مضطهدة اثناء الحكم القيصري. وذلك لأسباب دينية. وكثير من الامور المسيئة لليهود قد ظهرت فى تلك الفترة. مثال لذلك بروتوكولات حكماء  صهيون . ولذلك عندما قامت الثورة الروسية كان اليهود مناصرين للبلاشفة بصورة كبيرة. وذلك لأن الفكر الماركسى كان يزيل الفوارق بين الطبقات وكان يزيل الأظهطاد الموجود بحقهم. ولذلك كانت كلمة بلشفى مرادفا غير رسمى لكلمة يهودي. وعندما انتصرالبلاشفة وفراعداؤهم خارج البلاد قام الفارون بنشر الكثير من أخبار الفظائع اللتى تمت فى تلك الحرب فزادت كراهية اليهود أكثر فى اوروبا.

وكان لاخلاف فى الفترة الأولى على أن الرجل الأول فى الدولة كان لينين. وكان الصراع قائما على من هو الرجل الثانى. وكان الصراع محتدما بين ستالين وتروتسكى. حيث استطاع الأول حسم الأمر لصالحه بعد كثير من المؤامرات والأغتيالات. وتولى ستالين مقاليد الحكم فى عام 1927 وذلك بعد خمسة أعوام من تولى الديكتاتور موسولينى الحكم وقبل ستة سنوات من تولي هتلر. فمن كان ستالين؟

ستالين

ستالين

لم يكن ستالين روسيا. فهو كان من جورجيا أحد دول الأتحاد السوفيتى السابق. وكان ستالين من عائلة ثرية نسبيا. فكان أبوه يملك ورشة لصناعة الأحذية حيث كان يعمل لديه عشرة عمال. لكن معاقرة أبيه للخمر جعلته يفقد ماله وأخلاقه وضميره. فكان يعود الى بيته محبطا يضرب زوجته وأبنه ضربا قاسيا وبدون أدنى سبب. وهذه المعاملة القاسية جعلت ستالين شخصية قاسية جدا يكره كل صاحب سلطة ويتخيل فيه أباه اللذى كان يسيئ معاملته. وكان اصدقاء طفولته يقولون ان ستالين الطفل لم يكن يبكى أبدا مهما تعرض لاساءة أو عقاب. ودعونا هنا نشير الى دلالة أسم ستالين نفسه. وذلك ليس لأننا نؤمن بالخرافات. ولكن لأن ستالين ليس أسمه الأصلى ولكنه الأسم اللذى اختاره لنفسه وجعله أسمه الرسمى. ومعنى كلمة ستالين هي الفولاذى وهى قريبة من الكلمة الأنجليزية steel بمعنى الصلب أو الفولاذ. وهذا الأسم لا يعبر فقط عن القوة بل ايضا عن قسوة ذلك المعدن. ثم هجر ابو ستالين المنزل تاركا زوجته وأبنه وحدهما. فأضطرت الأم للعمل كخادمة وكان ستالين يعيش من احسانات الأخرين. وكان ستالين مع ذلك تلميذا متفوقا جدا. حتى أنه كان الأول على مدرسته. وهذا الأمر مكنه من أن يحصل على منحة جامعية لأهم جامعة فى جورجيا فى العاصمة تفليس . وهى جامعة دينية وكان المفروض أن يصير ستالين قسا.

وأى عجب ان يصير ستالين قسيسا. وكما أن روسيا القيصرية أخرجت الكاهن راسبوتين فأنها أخرجت أيضا ستالين. حيث استهوت الطالب ستالين الأفكار الثورية. وكان يطالع كتبا ممنوعة سياسيا فى ذلك الوقت. وأستهوته افكار حزب العمال الأشتراكى الروسى وخصوصا الجناح المتطرف منه واللذى يعرف بالبلاشفة وكان معجبا جدا بكتابات لينين. اللذي كان يؤمن بشدة بكل ما يكتبه. لكن سرعان ماتم أفتضاح امر ستالين. وتم طرده من الجامعة لأن القسيس لا ينبغى ان تكون له توجهات سياسية.

وأنضم ستالين لحزب العمال الروسى الاشتراكي وكانت مهمة ستالين فى الحزب هي امداده بالمال عن طريق السطو المسلح على البيوت والبنوك. بل وأحد المرات كانت الأكبر فى تاريخ جورجيا فتم قتل أكثر من 40 شخص فى هذه العملية وحدها. وعجيب هذه الأمور من شخص كان مفروض ان يصير قسيسا. لكنها توضح طبيعة ستالين العنيفة فهو كان لا يتورع ان برتكب بنفسه أعمال فظيعة ولا يرمش له جفن ان قتل انسان أو مائة أو من فوق الأرض جميعا. وتم القبض على ستالين 8 مرات والزج به في السجن ولكنه كان كل مرة يتمكن من الهرب

وعندما قامت الثورة الروسية لم يلعب فيها ستالين دورا رئيسا. لكن ترقى ستالين سريعا فى الحزب بسبب أخلاصه الشديد للينين حتى وصل الى المنطقة المركزية فى الحزب. وابتدأ الصراع على مركز الرجل الثانى فى الحزب بينه وبين أخرين خصوصا تروتسكي احد زعماء ثورة أكتوبر ومؤسس الجيش الأحمر. لكن بكثير من المؤامرات أستطاع ستالين عزل تروتسكى ونفيه من الأتحاد السوفيتى بل وأغتياله بعد ذلك فى منفاه فى المكسيك. كما أغتال ستالين كل من شاركوه فى التأمر على تروتسكى وكل من كانوا شركاء الثورة.

وعندما صعد ستالين الى قمة السلطة فى الحزب وأصبح الرجل الأول فى الأتحاد السوفيتى قنع مع ذلك فى البداية بمركز متواضع نسبيا فى الحكومة السوفيتية. حيث بقى لفترة مجرد نائبا لرئيس الوزراء مع أن كل مجريات الأمور كانت في يده. وكان ستالين حالة سيكوباتية فريدة. كان سمكة قرش بشرية يلتهم كل من يقترب منه ويشعر بوجوده ربما  بسبب تميزه او ذكائه. وفى فترة حكمه أفرغ الدولة والجيش من القيادات المؤثرة. وكان هذا امر له تبعاته فى الحرب العالمية الثانية كما سنرى سريعا. فقد كان قد قتل كل الرتب الأولى فى الجيش الروسى ومعظم الرتب الكبيرة وأكثر من نصف الظباط. وسبب أغتيالاته الكثيرة يستطيع ان يفسره الأطباء النفسييون أفضل من أن نحاول البحث عن مبرر منطقى لتلك الأغتيالات.

وهناك واقعة توضح مدي سطوة ستالين داخل الأتحاد السوفيتى وتأثيره عليه وكيفية حكمه. فقد كان الأتحاد السوفيتى فى ذلك الوقت من أكبر الدول الزراعية فى العالم. لكن ستالين رأي ان المستقبل ليس للدول الزراعية ولكن للصناعية. فقرر ستالين أن يحول الأتحاد السوفيتى من دولة زراعية الى دولة صناعية. وذلك طبعا بقرار فوقى دكتاتوري حاسم. وكان يعلم ان المقاومة ستكون عنيفة فقرر ستالين بقرار راديكالى نزع جميع الأراضى الزراعية فى جميع ارجاء الاتحاد السوفيتى من يد اصحابها وان تصبح ملكية عامة للأتحاد السوفيتى. ومن يعترض من اصحاب الأراضى فعقبوته الأعدام او النفى الى سيبريا ليموت هناك موتا بطيئا. ليس ذلك فحسب بل امر ستالين ايضا ان يقوم الفلاحون بزراعة هذه الأرض سواء قبلوا ام أبوا وكان ريع هذه الأراضى يذهب كاملا للدولة. وكان الفلاحون مقابل عملهم يحصلون على نفس الأجر. ومن يرفض هذه القرارات فعقوبته الأعدام او احكام السجن الشاقة القاسية. فكانت النتيجة المباشرة هى انخفاض انتاجية الأراضى الزراعية بشكل كبير. فمشكلة الشيوعية الأساس هى لماذا يحرص الأفراد على الأخلاص فى العمل ناهيك عن الأبداع فيه اذا كانت فى النهاية لاتوجد اى حوافز للتفوق. والجميع سيحصل على نفس العائد فى النهاية سواء ابدع أو تظاهر بالعمل ولكنه لم يصنع شيئا. ولم يكن انخفاض عائدات الأرض الزراعية يعنى ستالين كثيرا. فمع ذلك اخذ كل الأنتاج الزراعى ووجهة باتجاه المدن الصناعية اللتى قد قام بانشائها. فكانت النتيجة المباشرة حدوث مجاعات هائلة فى أكبر دولة زراعية فى العالم وخاصة فى المناطق الزراعية على امتداد نهر الفولجا وفى اوكرانيا. وكانت النتيجة المباشرة هى موت ست ملايين انسان جوعا بالأضافة الى مئات الألاف اللذين تم اعدامهم بسبب أعتراضهم على سياسة ستالين. وكانت هذه النتيجة ترضى ستالين حيث انه  قد قمع بذلك اكبر المناطق اللتى كانت تطالب باستقلالها كاوكرانيا فجعلها تحت رحمته ليس لأفرادها اى مطالب سوى البقاء احياء. وعندما نظم ستالين أحصاء لعدد سكان الأتحاد السوفيتى في عام 1937 كانت النتيجة المذهلة ان عدد السكان قد قل بشكل كبير. حيث اعلنت اللجنة القائمة بالأستفتاء ان عدد السكان صار 162 مليونا بينما ستالين نفسه كان قد أعلن فى عام 1934 أن عدد السكان هو 168 مليونا. فامر ستالين باعدام تلك اللجنة واتهمها بالخيانة. وامر بتشكيل لجنة جديدة. واللتى تعلمت الحكمة من رأس الثعلب الطائرة كما تقول القصة واعلنت فى عام 1939 أن عدد السكان هو 171 مليونا. وبذلك نرى أن المشكلة فى الدول الديكتاتورية هي أن من يخلص فى عمله ولكنه لا يقول مايرضى الحاكم يكون غبيا ويعرض نفسه للهلاك. عليه فقط ان يقول مايرضى الحاكم وخلاف ذلك له ان يفعل مايريد. وأستن ستالين سنة وضع الخطط الخمسية اللتى كانت تشرف عليها لجنة تخطيط مركزية وكانت الحكومة تعمل على تحقيقها. وكانت نسب النجاح المعلنة فى تحقيق هذه الخطط دائما عالية ومرتفعة. لكن الخوف والكذب عند وضع هذه الخخط ثم الخوف والكذب عند أعلان نتائجها أدي فى النهاية الى نهاية دولة الاتحاد السوفيتى برمتها.

لكن ربما كان هناك شخص واحد يتحدى ستالين. بل واصابه بضربة موجعة زادت من عمق مشكلاته النفسية. وهذا الشخص كان زوجته الثانية ناديا. اللتى قررت مواصلة دراستها الجماعية فكانت تحتك بالعالم الخارجى وتتحدث مع زملائها فى الجامعة وترى مشاكل الناس وتلمس الظلم الواقع عليهم وكانت تناقش ستالين فى ذلك. وربما يكون الفيلم العربى زوجة رجل مهم قريب من قصة حياة زوجة ستالين. اللتى ادركت فى النهاية انها تعيش مع وحش لا امل فى الفكاك منه . فضربت كبرياء زوجها ضربة قاضية وقامت بالانتحار. وعمقت هذه الحادثة من فوبيا ستالين ضد البشر وشعوره ان الجميع يخونه ويتأمر عليه. وفى رواية اخرى ان ستالين هو من قتل زوجته وأطلق النار عليها بعد أن احتدم  النقاش بينهما فى احد المرات. وعاش ستالين باقى ايامه وحيدا. بدون اصدقاء او اقارب. كانت له علاقة انسانية وحيدة مع خادمته. هى الوحيدة اللتى كانت تجرؤ على الاقتراب منه وكان يعاشرها وكأنها زوجته وهى اللتى اكتشفت خبر وفاته.

أما السياسة الخارجية لستالين فكانت ترى لها أعداء ثلاثة. العدو الأول هو الشيطان الأكبر بريطانيا حيث انها تمثل الدولة الرأسمالية الأولى فى العالم وهى دولة المؤامرات والأستعمار وهى من كانت تناصر الجيش الأبيض. ولم يكن ستالين يثق بها نهائيا. وكانت دائما هناك حرب اعلامية ضدها. اما العدو الثانى فهو العدو التاريخى اليابان حيث كانت الحروب والنزاعات الحدودية بين الدولتين لا تتوقف. اما العدو الثالث فكانت دولة صغيرة مسكينة وهى فنلندا فبسبب قرب الحدود بينهما كانت تشكل دائما خطرا استراتيجيا على روسيا وكان ستالين يخاف من وقوع فنلندا تحت تأثير دولة رأسمالية كبرى فيصبح أمن الأتحاد السوفتيى فى خطر. أما ألمانيا فكانت تحمل شيئا من كل تلك الملامح الثلاثة فكانت دولة رأسمالية وان كانت دولة رأسمالية فقيرة كما كان ستالين يعتبرها. كما انها كانت ايضا عدوا تاريخيا لروسيا دارت بينهما فى الماضى حروب عديدة. كما ان موقع المانيا كان يشكل أيضا خطرا على أمن الأتحاد السوفيتى.

كانت العلاقة بين ستالين وهتلر معقدة. فكانا يتظاهران بحضن بعضهما بينما ييخبئ كل منهما للأخر خنجرا خلف ظهره ويتحين أسرع فرصة لطعن غريمه. كان هتلرومن قبل وصوله للسلطة بفترة طويلة عنصريا يحتقر الجنس السلافى وكان يخطط للقضاء على الأتحاد السوفيتى وان يجعل الأتحاد السوفيتى لألمانيا كما هى الهند بالنسبة لبريطانيا. وصرح بذلك فى الجزء الثانى من كتاب كفاحى. حيث كتب عن ضرورة غزو الأتحاد السوفيتى وتحويله الى مستعمرة المانية. وكانت سياسات ستالين المجنونة القائمة على الأغتيالات أدت الى اضعاف الجيش الروسى كثيرا. وظهر هذا الامر جليا عندما اراد  غزو جارته الدولة الصغيرة فنلندا وفشل فى ذلك. فنبه ذلك ستالين الى ان الجيش قد ضعف وعليه ان يقويه سريعا. كما نبه هذا الأمر هتلر أيضا وجعله ينتبه ان عليه الأسراع بغزو الاتحاد السوفيتى وهو فى أضعف احواله عسكريا وقبل ان يقوم باعادة بناء جيشه. وبالتالي فطن ستالين الى خطورة المانيا وهو كان بدوره ايضا يسرع ببناء جيشه لغزو ألمانيا

فى البداية لم تكن الظروف تسمح لأحدهما بمهاجمة الاخر. فقررا كسب الوقت. ونشأ بينهما تعاون يبدو مجنونا. حيث ان الدولتين تتعارض مصالحهما بضراوة. لكن قامت بينهما اتفاقية سرية أستعمارية عام 1939 لتقسيم بولندا بينهما. وكانت حروب هتلر فى الغرب ضد بريطانيا فى جزء منها تكتيكا عسكريا لاخفاء نواياه العسكرية بغزو الأتحاد السوفتيى اللذى كان يزود ألمانيا بالسلاح فى تلك الحرب. كان التحالف العسكرى بين تلك الدولتين يبدو مجنونا. فالأتحاد السوفتيى كانت دولة تمثل اقصى درجات التطرف يسارا. حيث كانت دولة شيوعية بنكهة بلشفية ستالينية. أما ألمانيا فى ذلك الوقت فكانت تمثل أقصى درجات التطرف يمينا وهى كانت تمثل أعتى صورى الدول القومية. وبينما كان هتلر يغطي حرجه بتعامله مع اليهود البلاشفة بحجة ظروف الحرب ضد فرنسا وأنجلترا. كان ستالين يدافع عن تعاونه مع ألمانيا بزعمه أن المانيا ستقضى على الرأسمالية بدون أن تشعر. فالرأسماليون الفقراء اى ألمانيا فى حالة حرب مع الرأسماليين الأغنياء وهم بريطانيا.

لكن فى 22 يونيو عام 1941 بدأت المانيا عمليتها العسكرية الكبيرة واللتى كان لها الأسم الحركي بارباروسا. واسم بارباروسا هو أسم معروف لدينا فى العالم العربى حيث انه كان ذلك الملك الألمانى ذا الذقن الحمراء اللذى كان يقود جيش بلاده في الحملات الصليبية لكنه غرق في البحر. ويبدو ان أسم بارباروسا لا يجلب الحظ للألمان سواء فى الماضى القديم أو فى العصر الحديث. ولم يكن ستالين يتوقع أبدا ذلك الهجوم عليه رغم انه تلقى تحذيرات كثيرة به سواء عن طريق العملاء السوفييت او المخابرات البريطانية. لكنه ظن ان كل هذه محاولات للايقاع به وتوريطه فى حرب ضد المانيا. وهو كان يعتقد أن هتلر لن يغامر ويفتح على نفسه جبهتين فى نفس الوقت اللذى كان يعتمد فيه على الأمدادات العسكرية السوفيتية. ومع ان الحشود العسكرية الألمانية المتزايدة على الحدود السوفيتية كانت أمرا لا يمكن اخفاؤه فقد تجاهلها ستالين وقبل تبرير هتلرلها بانها هناك لحمايتها من الطيران الأنجليزي. وعندما بدأ هتلر عمليته العسكرية بررها داخليا بأنها ضربة استباقية للمؤامرة البلشفية اليهودية عليه واللتى كانت تستهدف غزو ألمانيا.

أذن فقد تجاهل ستالين كل التحذيرات بشأن التجهيزات العسكرية الألمانية على الحدود السوفيتية. بل أن بريطانيا أخبرت ستالين بتاريخ بدء العملية بارباروسا. لكن ستالين ظن انه طالما ان من يخبره هى بريطانيا فلابد ان الخبر كاذب لأنها لا تريد الخير للأتحاد السوفيتى ولابد أنها تريد توريطه فى حرب مع هتلر. وعندما اخبره عملاؤه الروس بالعملية العسكرية الألمانية أستشاط غضبا وقال ان العملاء الروس قد تم شراؤهم . تم تفاجأ ستالين فى يوم 22 يونيو عام 1941 بملايين الجنود الألمان يقتحمون الحدود السوفيتية وقام الطيران الألمانى بتدمير طيارات القوات الجوية الروسية بالكامل وهى على الأرض. وعمقت ضربة هتلر امراض ستالين النفسية وشعوره الدائم بالخيانة من قبل من حوله. ومع أن ستالين هو المسئول الأول عن تلك النتيجة الكارثية بسبب تجاهله كل التحذيرات الموجهة له قام بتحميل قيادة جيشه مسئولية الهزيمة وقام باعدامهم بتهمة الخيانة العظمي. وكما رأينا فى مقالة سابقة. كان اكتساح ألمانيا للأتحاد السوفيتى هائلا. بل وطلب الجنرال باولس من هتلر الأذن بفتح موسكو. لكنه رفض فلم تكن موسكو تعنى له كثيرا فهى كانت مدينة كغيرها من المدن. كان ما يهمه هى الأماكن ذات الأهمية الأستراتيجية العالية. وطللب من قواته فتح كييف فى اوكرانيا. وكان أستقبال أهل اوكرانيا للألمان طيبا. فقد استقبلوهم بكل ترحاب ومودة حيث كانوا يعتقدون ان اى غازي هو أفضل من المجرم ستالين اللذى قتل منهم الملايين. وبعد فتح اوكرانيا طلب منهم هتلر فتح موسكو. لكن كان الوقت قد تأخر ودخل فصل الشتاء فى روسيا. وما أدراك ماهو الشتاء الروسي. فحتى الألمان لا قبل لهم بالشتاء الروسى. وربما هنا أرتكبت القيادة العسكرية الألمانيا خطئا وحيدا ولكنه كان خطئأ قاتل. فلم تكن تجهيزات الجنود الألمان مناسبة للبرد الروسى. فمات عشرات الألاف من الجنود الألمان متجمدين دون قتال. بل ان كثير من المركبات توقفت عن الحركة بسبب تجمد الوقود بداخلها وكثير من الذخيرة توقفت عن العمل. بينما كان الروس اكثر قدرة على التأقلم مع طقس بلادهم.

ثم بسبب عملية تجسس على اليابان -مؤثرة جدا على نتيجة الحرب – علم الأتحاد السوفيتى ان اليابان عدوه اللدود لن يتحين فرصة تورط الأتحاد السوفتيى فى حربه ضد هتلر ولن يهاجم الأتحاد السوفيتى من جهة الشرق. بل أن اليابان يخطط لمحاربة الولايات المتحدة الأمريكية. فسحب الأتحاد السوفيتى افضل قواته الموجودة عند الحدود اليابانية وقرر ضرب القوات الألمانية بهم. وكانت القوات الألمانية موجودة عند موسكو تعانى من ويلات الصقيع الروسى فحاقت اول هزيمة عسكرية هائلة بالألمان عند موسكو. وكانت هذه اشارة هامة بان الألمان ليسوا بشرا فوق العادة ويمكن هزيمتهم. بل أن هزيمتهم الكبيرة عند موسكو اوضحت ان هدف هتلر بمحو الأتحاد السوفيتى من على الخارطة لن يتحقق كما كان هتلر يتوهم. لكن هتلر لم يكن ليتوقف فمضى فى مسيرته حتى النهاية المرة.

لم ييأس الألمان وقرروا الانتظار حتى فصل الربيع وتعويض خسارتهم ومحاولة سحق الجيش السوفيتى مرة اخرى. ومن أجل ذلك اعاد الألمان توزيع قواتهم مرة اخرى. فقرروا تقسيم قواتهم الى ثلاثة فرق. فرقة تذهب الى الجنوب حيث الموارد الاستراتيجية وقسمان يحاولان تطويق الجيش السوفيتى وتحطيمه تماما ثم بعد ذلك يتحدان كلا الجيشان ويذهبا الى مدينة ستالينجراد.

لكن الروس كانت لهم خطة ذكية حيث كانوا يعلمون أنهم الأكثر عددا. ولكنهم فى نفس الوقت كانوا يعلمون انهم ليسوا بكفائة الالمان واذا قابلوا الألمان فى معركة مفتوحة فسوف يقضى الألمان عليهم. لذلك كلما كان الألمان يتقدمون كان الجيش السوفيتى ينسحب من امامهم. وكان هذه مناورة عسكرية ذكية ولكنه كان بلا شك أمرا نفسيا مؤلما بالنسبة للجنود السوفيت وهم ينسحبون دائما من مواقعهم كلما تقدم اليها الألمان. ولكن الروس طبقوا سياسة الأرض المحروقة. حيث كلما انسحبوا من منطقة دمروها تماما بحيث لا يستفيد الألمان منها. كما عمل الروس على تفكيك كل مصانعهم ونقلها الى اقصى الشرق حتى تكون فى مأمن من القوات الألمانية. وأبتدأ العمال السوفيت يسابقون الزمن من اجل اعادة تصنيع المعدات العسكرية اللتى تحطمت. كانوا يعملون ليل نهار من اجل بناء طيارات جديدة عوضا عن تلك اللتى تحطمت كما كانوا يصنعون الدبابات والمدافع والبنادق وباقى الأسلحة الاخري. كان كل ذلك يتم فى الأمان فى اقصى الشرق. حتى وصل السوفيت الى نقطة اصبحوا يتفوقون فيها على الألمان من حيث التسليح فى كل شئ.

وأصبح الجيش الألمانى يسيطر على مساحات تقدر بملايين الكيلومترات المربعة تفوق أضعاف مساحة ألمانيا نفسها. مع ذلك كان الألمان مستعدين لادارة تلك المناطق اللتى أطلقوا عليها أسم المستعمرات. كانت طريقة عمل ألألمان تشبه عمل ألات الحفر. ففى البداية يتم استخدام الات الحفر الكبيرة للتعامل وتفتيت الصخور الكبيرة. ثم بعد ذلك يتم استخدام ألات حفر أصغر وأصغرتبعا للموقف. كذلك كان الجيش الألمانى يتعامل فقط مع جيوش الخصوم للقضاء عليها. فاذا انتهى الجيش من مهمته انسحب من المنطقة واعطى المسئولية للشرطة العسكرية اللتى كانت تعمل على تطهير المناطق من فلول الهاربين واحكام قبضتها على المنطقة. ثم بعد ذلك يتم تسليم المنطقة لميلشيات الحزب النازي اللتى تحاول اخضاع الأمر تماما ثم فى النهاية يتم تسليم الى سلطة ادارة المستعمرات وهى خليط من ادارة مدنية وبوليسية. والجدير بالذكر ان معظم الجرائم ضد الانسانية لم يكن متورطا فيها الجيش الألمانى بشكل كبير ولكنه كان الى حد ما جيشا محترفا يؤدي مهمة أوكلت اليه. ولكن كانت معظم الجرائم تتم على يد ميلشيات الحزب النازي. ومن يقرأ عن اسلوب ادارة وتنظيم المانيا لمستعمراتها يتذكر فورا اسلوب ادارة اسرائيل لمستعمراتها فى فلسطين واللتى يبدو انها تأثرت باسلوب ألمانيا النازية بشكل كبير.

وكان انسحاب الجيوش السوفيتية المتكرر امام الجيوش الألمانية اعطى هتلر شعورا بالثقة الزائدة. وظن ان الجيش الروسى تم القضاء عليه وانه لن تقوم له قائمة بعد ذلك. فسحب احد الجيوش اللتى كانت مكلفة بتدمير الجيش الروسى ووجهه الى المناطق الجنوبية المليئة بالمصادر الطبيعية وابقى على الجيش السادس فقط بقيادة الجنرال باولس وذلك بعد أن أضعفه بنزع الكثير من الوحدات القوية منه وامره وحده باحتلال مدينة ستالينجراد.

كان هالدر قائد الجيش الألمانى متخوفا. وطلب من هتلر التريث فالأمور تثيرالريبة ولا تجرى بالشكل اللذى كان يتصوره. لكن هتلر غضب عليه وقال ان الخوار ملأ قلبه وانه لم يعد يصلح لشغل منصبه وقام بعزله وبعد ذلك تم حبسه. لكن البعض يقول ان هالدر هو اللذى تعمد حبسه حيث انه ادرك ان نهاية الحرب لن تكون فى صالح الألمان وادرك انه ستكون هناك محاكمات عسكرية لمحاكمة المتورطين فى الحرب العالمية الثانية فأراد ان يدخل السجن حتى يبدو معارضا وينجو من أحكام الأعدام اللتى وقعت فى النهاية على المسئولين. وبالفعل نجى هالدر من محاكمات نورنبرج بل واخذته الولايات المتحدة معها ليبنى لها الجيش الأمريكى غلى غرار الجيش الألماني. ويحكى انه فى 5 يونيو عام 1967 عندما كان هالدر جالسا فى بيته فى أمريكا يشاهد الأخبار وسمع بقيام حرب الأيام الستة بين اسرائيل والدول العربية هب واقفا وقال انها خطتى اللتى وضعتها ايام الحرب العالمية الثانية.

دارت عند ستالينجراد أعنف المعارك الحربية فى الحرب العالمية الثانية. وذلك بعد ان اضعف هتلر الجيش السادس كثيرا وذلك بعد ان ظن ان الجيش الروسى قد تم كسره وأنه لم يعد موجودا. واعطى ستالين الأمربالمحافظة على تلك المدينة اللتى تحمل أسمه بكل السبل. ورفض ستالين ان يتم اخلاء المدينة من سكانها المدنيين وقال ان الجنود ستكون عزيمتهم أقوي عند دفاعهم عن مدينة مأهولة وليست مدينة خاوية. كان الجنود الروس يدافعون عن كل شارع وكل مبنى. وكانوا يموتون فى اماكنهم ولا يتراجعون. ولم يكن الاداء العسكرى الروسى فى كل المناطق كما فى ستالينجراد. كان الاداء العسكرى الروسى في ستالينجراد هو الأفضل على الأطلاق. وحتى بعد أن امر هتلر بتدمير المدينة بالكامل وصرح بانها لن تلعب دورا فى خططه المستقبلية لكن المدينة صمدت حتى أتى فصل الشتاء

كان الصمود الروسى له تأثير معنوى هائل. وادرك الألمان انهم لا يمكن ان يواصلوا السيرعلى نفس الدرب اكثر من ذلك. لكن هتلر رفض التراجع قيد انملة وأصر على فتح ستالينجراد بالكامل. فى الحقيقة كانت الجبهة كبيرة جدا على الجيش السادس. وكان هتلر رفض قبل ذلك الأستعانة بمليون جندي اوكرانى لدعاوى عنصرية. وكان جناحى الجيش السادس الألمانى يتكون من حلفائه من الجيش الرومانى اللذين كانوا اضعف كثيرا من الجيش الألمانى . وقرر العسكريون الروس ضرب الجيش الالمانى عن طريق جناحيه الضعيفين وبالفعل تم كسر الجيوش الرومانية بسهولة وتطويق الجيش الألمانى السادس اللذى اصبح فى موقف لا يحسد عليه. طلب الجنرال باولس قائد الجيش السادس ان يقوم بانسحاب تكتيكى لكن هتلر رفض. وبعد ان تمت محاصرته طلب باولس الأذن بكسر الحصار حوله. لكن هتلر رفض وقال أبقى مكانك وانا سوف أحررك. لكن الطوق المحاصر لباولس اخد فى الانتشار اماما حتى يبعد اي قوة تحاول انقاذ الجيش السادس. وساء الوضع كثيرا بالنسبة للمحاصرين الألمان. لم يكن يصل اليهم الا القليل من الطعام والشراب من اسقاط الطيران. ولم يعد هناك مفر سوى الأستسلام. ورقى هتلر باولس الى درجة مارشال لكى يشجعه على المقاومة أو الأنتحار لأنه لم يحدث فى التاريخ العسكرى الألمانى ان أستسلم مارشال ألمانى. لكن باولس لم يعنه ذلك في شئ وفى نفس اليوم اللذى تم ترقيته الى مارشال قام بالاستسلام للقوات الروسية اللتى لم تصدق اعينها وهى ترى هذا المشهد. بل ان القائد الروسى المقابل طلب من باولس اظهاربطاقة هوية تثبت فعلا أنه باولس وأنه بالفعل مارشال الماني!

كانت معركة ستالينجراد حاسمة فى مصير الحرب العالمية الثانية. ابتدأت بعدها القوات الروسية فى التقدم ودحر القوات الألمانية الغازية خارج الاتحاد السوفيتى بل ومن دول اوربا الشرقية كلها وبل وحتى مطاردة القوات الألمانية داخل ألمانيا نفسها. وفى هذه الاثناء كان الانتقام يملأ نفوس الجنود الروس فتم ارتكاب الكثير من الجرائم بحق الألمان. كان تتم عمليات قتل المدنيين واغتصاب النساء بلا حسيب او رقيب ويقال ان مدينة برلين لم تبقى فيها امرأء او طفلة الا وتم اغتصابها. وربما يكون ذلك بسبب عنف مقاومة برلين. حيث تم محاصرتها بثلاثة جيوش روسية. لكن سياسة ستالين الخاطئة فى ادارة عملياته العسكرية وسياسة التهديد والوعيد مع قواته العسكرية كلفتهم الكثير من الضحايا. وفى نفس الاثناء كانت القوات الغربية تتقدم من جهة الغرب فى حصار محكم ضد المانيا. وفى تلك الأثناء انتحر هتلر وزوجته وأمر باحراق جثتيهما حتى لا يعثر عليهما الحلفاء.

وسقطت المانيا فى الحرب العالمية الثانية . لكن قبل ان تسقط المانيا ابتدأ النزاع والخلاف يدب بين الحلفاء تحديدا بين الأتحاد السوفيتى وحلفائه الغربيين. لم يكن الحلفاء يريدون ان يتقدم الأتحاد السوفيتى كثيرا داخل المانيا. لكن ستالين لم يكن يعنيه ذلك فكان سباقا بين الجيوش المختلفة لاحتلال المانيا وكان الألمان يفضلون محتلا غربيا عن محتل سوفيتى.

ثم كانت المشكلة الكبري مع اليابان. فكانت اليابان دائما عدو الأتحاد السوفيتى الأول. وعندما سقطت المانيا ادرك الاتحاد السوفتيى ان الفرصة اصبحت مواتية أمامه لمهاجمة اليابان المشغولة فى حرب الولايات المتحدة  وكانت اليابان تتلقى الهزائم القاسية. وطلبت امريكا من الأتحاد السوفيتى الا يتدخل عسكريا فى اليابان لأن تدخله سوف يعقد الأمور. بل ان اليابان طلبت من السوفييت الوساطة بينهم وبين الأمريكيين لوقف اطلاق النار فى مقابل مكاسب حدودية. لكن ستالين بعد ان فكر فى الأمر قرر مهاجمة اليابان. وذلك دفع الولايات المتحدة الامريكية للاستعجال باستخدام القنبلة النووية حتى تنهى الحرب مع اليابان فورأ وقبل ان تتعقد الأمور بدخول السوفييت

فى نهاية الحرب العالمية الثانية انتصر الأتحاد السوفيتى ولكن بملايين الضحايا. وتولى خروتشوف السلطة بعد ستالين وقام دائما بمهاجمته وفضحه وكشف جرائمه اللتى تمت خلال فترة حكمه. وفى خطاب تاريخى لخروتشوف امام اجتماع الحزب الشيوعى وعندما كان يتحدث عن جرائم ستالين اتاه سؤال مكتوب من احد الاشخاص واين كنت انت فى هذه الاثناء ولماذا لم تفعل شيئا. عندما قرأ خروتشوف السؤال التهب الجو وسأل خرشوف من كاتب هذا السؤال فران صمت رهيب فعاد تكرار سؤاله ولكن لم يجب احد. وهنا تحدث خروتشول كنت فى مكانك انت ياكاتب الرسالة.