ولد جاليليو في عام 1564 في مدينة بيزا الايطالية في عائلة متوسطة الحال وكان ابوه تاجرا للقماش. وتنتهي عائلته في نسبها الي طبيب ايطالي شهير كان يحمل اسم العائلة جاليلي. طفولة جاليليو قضاها في مدينة بيزا وعندما بلغ جاليليو العاشرة من عمره قررت عائلته الانتقال الي مدينة فلورنسا. وكان لجاليليو موهبة ادبية فكان يحب الرواية والشعر و هذا سيظهر اثره لاحقا وكان يكتب الروايات و الاشعار في سن مبكرة وكان يخالط الادباء في مدينة فلورنسا. و ترى عائلة جاليليو ان عليه ان يدرس الطب  ليكسب قوته من هذه المهنة. فيلتحق جاليليو بجامعة بيزا  ليدرس الطب. وفي مدينة بيزا يكتشف جاليليو انه لا يحب الطب بل الرياضيات. وبدون علم اسرته يترك دراسة الطب و يتجه لدراسة الرياضيات  وفي هذه الفترة يكتشف احد الاكتشافات الهامة الخاصة بحركة البندول  حيث كان  في الكنيسة في بيزا يسمع عظة الاحد ويصاب بالملل   ويتطلع الي سقف الكنيسة  و يلاحظ الثريا المعلقة في السقف و هي تتارجح بفعل الهواء. واكتشف جاليلو ان الزمن اللازم لعمل تأرجحة كاملة هو دائما ثابت بغض النظر عن طول هذه التأرجحة.

وتصاب عائلة جاليليو بخيبة امل عميقة عندما يعود جاليليو بعد عدة سنوات بدون اي شهادة جامعية وبدون  انهاء دراسة الطب.  وشعر جاليليو بالحزن لانه اصاب اسرته بخيبة الامل. ويقرر ان يعوض ذلك فينكب على دراسة الرياضيات و يتكسب جاليليو قوته عن طريق اعطاء الدروس الخصوصية. وفي فلورنسا يكتشف جاليليو حبه للفيزياء. وكم كان يتخيل لو يصبح كالعالم الاغريقي الشهير ارشميدس اللذي اكتشف قوانين الهيدروستاتيك. ويتخيل جاليلو قصة ارشميدس وهو يجري ويصيح وجدتها وجدتها.

ويظهر في هذه الفترة نبوغ جاليليو فهو قد كتب كتابا في الهيدروستاتيك وكان يلقي المحاضرات بين المثقفين حول القضايا العلمية المختلفة. وعرضت عليه جامعة بيزا تدريس الرياضيات بها رغم انه لم يكن حاصل على اي مؤهل جامعي رسمي. فيقبل ويدرس في الجامعة وهو في الخامسة والعشرين من عمره. وبعد فترة وجيزة تطلبه جامعة بادوفا للعمل فيها استاذا ويقبل جاليليو وينتقل للعيش في مدينة بادوفا.

وكانت بادوفا تابعة لجمهورية البندقية و اللتي كانت تتميز بمناخ الحرية والاستقلال عن سلطة الكنيسة في روما. وفي مدينة بادوفا يصنع جاليليو التلسكوب لاول مرة  وتأتي لجنة من حكومة البندقية لرؤية هذا التلسكوب. وما رأته اللجنة جعلها تصاب بالذهول. فلقد استطاعت اللجنة رؤية وجوه الفلاحين في قري تبعد العديد من الكيلومترات بكل وضوح. بل استطاعت ان ترى وجوه البحارة في سفن في عرض البحر. وادركت اللجنة فورا اهمية هذا التلسكوب فهو سلاح حربي خطير يمكنك من رؤية اعدائك من مسافات بعيدة. اشترت حكومة البندقية عدد كبير من التلسكوبات من جاليليو اللذي ازدادت ثروته و بلغت سمعته الافاق.

ويقرر جاليليو توجيه تلسكوبه الي السماء ولدهشته رأي اشياء عحيبة لم يكن يتوقعها احد.  راي ان سطح القمر ليس املسا  ولكنه ملئ بالنتؤ والفجوات. واكتشف ان درب التبانة يحتوي علي عدد هائل من النجوم. ورأي ان لزحل حلقات تدور من حوله. ثم كان الاكتشاف الاهم. اكتشف ان  للمشترى اقمارا تدور من حوله. فقد راي الاقمارالاربعة الكبري اللتي تدور حول المشتري وكان هذا اثبات لنظرية كوبرنيكوس. فالارض اذن ليست هي مركز الكون. بل المشتري هو ايضا مركز وله اقماره اللتي تدور من حوله.

وكان جاليليو من مؤيدي كوبرنيكوس من البداية ولكنه لم يكن يصرح بذلك على الملآ. ولكن بعد اكتشافه هذا ابتدأ يتكلم في العلانية ويدعو لهذا الرأي.

ثم يرتكب جاليلو خطا كبير يدل على انه يمكن ان يكون الانسان عالما كبيرا ولكن ليس بالضرورة سياسيا ناجحا او ان قراراته دائما حكيمة. فقد قبل جاليلو عرضا عرض عليه من جامعة فلورنسا ليصبح استاذا هناك. وفلورنسا كان تنتمي لاقليم التوسكانا حيث تأثير وسطوة الكنيسة كبيران

وفي جامعة فلورنسا يستمر جاليليو في دعم نظرية كوبرنيكس وكان يكتب كتاباته باللغة الايطالية العادية وليس باللاتيينية كما هو العرف الاكاديمي لكي يصل لاكبر عدد من الناس. وهذ الفعل زاد حنق الكثيرين عليه من بعض رجال الكنيسة المتشددين اللذين يفسرون الانجيل حرفيا وايضا كان هناك كثير من اساتدة الجامعة الحاسدين واللذين كانوا يحقدون على جاليليو. فيتم شكوى جاليليو عند البابا ويتم استدعاء جاليليو الي روما للتحقيق. وكان المحقق لطيفا مع جاليليو حيث اخبره ان دعاوى كوبرنيكس خاطئة وكفر وتتعارض مع تعاليم الكنيسة واخبره ان سفر المزامير الاصحاح 19 ينص علي حركة الشمس وانها تتحرك من اقصى السماء الى اقصاها. واصدر المحقق مرسومه عام 1616 بتحريم نظرية كوبرنيكس وانه ممنوع على جاليليو بعد هذا التحدث  في هذه النظرية.

الغريب ان جاليليوكان يعتقد انه استطاع ان يقنع المحقق بسلامة رأيه. ثم يموت البابا عام 1623  ويأتي بابا جديد وكان صديقا قديما لجاليليو ويستطيع جاليليو تخفيف الحكم الصادرضده. حيث سمح له بكتابة كتاب جديد حول هذا الموضوع ولكن بشرطين

1.  ان يعرض نظرية كوبرنيكوس وارسطو بمنبتهى الحيادية ودون ان يصل الي نتيجة ان احداها صحيحة والاخري خاطئة
2.  ان يصل في النهاية الي نتيجة ان الانسان لا يمكن لان يهتدي الى الكيفية اللتي خلق الله بها الكون

وكتب جاليليو كتابه واختار له شكل الرواية. فهو عبارة عن حوار بين شخصين احدهما يتبني وجهة نظر كوبرنيكس والاخر يتبني مذهب ارسطو ان الارض ساكنة.

ووافق الرقيب على محتوي الكتاب ولم يعترض علي كلمة واحدة جاءت فيه. وحقق الكتاب مبيعات هائلة في اوروبا ونقذت كمياته بعد اسبوع من طرحه في الاسواق . وفجأة فطنت الكنيسة ان الكتاب لم يكن محايدا فهو يثبت ان كوبرنيكس كان محقا.والاكثر من هذا ان الشخص اللذي كان يتبني نظرية ارسطو في الرواية واختار له جاليليو اسم سمبلكيوس

“simplicius” وهو كما واضح الاسم مشتق من كلمة “simple” بمعني بسيط او ساذج. هنا اوحى الواشون للبابا انه هو شخصيا المقصود هنا. وتم استدعاء جاليلو مرة اخري امام محكمه التفتيش.و هذه المرة اجبر تحت التهديد باستخدام التعذيب ان يجثو على ركبتيه وان يصرح بانه كان مخطئا وان الارض لا تدور. ويذكر بعض الرواة انه مع هذا كان يتمتم بالعبارة المذكورة في العنوان: بالرغم من هذا انها تتحرك. صدر الحكم عليه بالاعدام ثم تخفيف الحكم بالاقامه الجبرية في بيته مدي الحياة. وكان من شروط تخفيف الحكم ان يستمع كل يوم الي صلاة السلام عليكي يا مريم تقرأها عليه ابنته.

وفي  الاقامه الجبرية يتمكن جاليليو من كتابة كتابه الثالث خفية و تم تهريب هذ ا الكتاب حيث تولي ناشر هولندي طباعته و ويعد هذا الكتاب لحظة الولادة للفيزياء الحديثة.

في عام 1992 وفي الذكري 350 لوفاة جاليليو يصدر البابا يوحنا بولس الثاني مرسوما بالعفو عن جاليليو والغاء المرسوم الاول واعتباره خاطئا   واعتبار جاليليو بريئا من كل  التهم اللتي نسبت اليه.