المكان: الدنمارك. الزمان: عام 1588. العنوان حصن في جزيرة فان المعزولة في البحر حيث يقيم النبيل براهه الفلكي ذو السمعة الاسطورية مع مساعديه في مرصده واللذي كان يقوم بتمويله فريدرش الثاني ملك الدنمارك. وبالرغم من انه في ذلك الزمان لم تكن توجد تلسكوبات الا ان براهه كان يقوم بعمله في غاية الاتقان والدقة. فهو كان يسعي للكمال في اجادة عمله يقضي السنين الطوال في تتبع الكواكب واللتي تحتاج لاتمام دورة واحدة العديد من السنوات. وكان براهه رئيسا صعبا لا يقبل الا منتهي الدقة من مساعديه. ولم يكن براهه عبقريا بل كان انسان متوسط الذكاء. ولكن فضله يرجع الى انه جمع البيانات عن حركة الكواكب بمنتهي التفاني والدقة. ولولا هذه البيانات لما تمكن اللاحقون من ايجاد النظريات الفذة التي ظهرت بعد ذللك. في الحقيقة كان براهه لا يعتقد في دوران الارض . كان يعتقد ان الارض ثابتة و الشمس هي اللتي تدور حولها على عكس ما كان يقول كوبرنيكوس. ولكنه اتفق معه في مسارات باقي الكواكب الاخرى. كل الكواكب تدور حول الشمس كما كان يقول كوبرنيكس ماعدا الارض والقمر. و الارض ثابتة وهي مركز الكون و الشمس والقمر يدوران حولها. وكان براهه يحاول بشتي السبل اثبات اطروحاته و لكنه لا يستطيع.
وتتغير الاحوال ويموت الملك فريدرش الثاني و لكن المللك الجديد لا يهتم بالفلك و لا يريد ان يدفع المبالغ الطائلة اللازمة لهذا المرصد. ويرحل براهه عن الدنمارك ويذهب الي براج حيث وجد الاجواء المناسبة له. وحيث انه لا يستطيع اثبات نظرياته فقرر ان يوظف رياضيا من اجل هذه المهمة. ويشاء الله ان يتقدم كبلر لهذه الوظيفة وهو اللذي يقع عليه الاختيار.
كانت مهمة كبلر اثبات نظريات براهه باستخدام بياناته . وكان كبلرعكس براهه تماما. كانت العلاقة بين كبلر وبراهه كالعلاقة بين المخ و العضلات. كان كبلر عبقريا في الرياضيات. ولم تكن العلاقة بين الاثنين بلا مشاكل. كان براهه رئيسا صعبا يري في كبلر مجرد موظف عليه تنفيذ الاوامر. وكان كبلر انسانا حساسا وكان في قرارة نفسه يعتقد ان براهه على خطأ وكان يعتقد ان كوبرنيكوس هو المحق. ولكنه لم يصرح بذلك. ثم يمرض براهه فجأة وعلى فراش الموت يطلب براهه من كبلر ان يستمر في العمل حتي يثبت صحة نظريته. ويموت براهه. ويعكف كبلر علي تحليل البيانات.
كان كبلر متدينا جدا. كان انسانا متصوفا كالدراويش يبحث عن الجمال في الكون و يريد ان يري الله في عظمة مخلوقاته. قال كبلر ان الكواكب في مساراتها المختلفة تعزف الموسيقي وتسبح بحمد الله بل دون كبلر هذه السيمفونيات و التسابيح.
بدأ كبلر بدراسة مسار كوكب المريخ . هذا المسار المعقد جدا. وحاول كبلر اكثر من 70 محاولة ولكنها فشلت جميعا. وفجأة يتبين لكبلر ان الجميع كانوا على خطأ. فالكواكب في حركاتها لا تاخذ مسارا دائريا كما كان يقول الجميع بل مسارا ييضاويا. ووضع كبلر 3 نظريات تنم عن عظمته
- 1 تدور جميع الكواكب حول الشمس في مدار بيضاوي تحديدا على شكل قطع ناقص تقع الشمس في احدي بؤرتيه
- 2 لا تتحرك الكواكب بسرعة منتظمة كما كان يتصور الجميع فعندما تكون الكواكب قريبة من الشمس تكون اسرع منها عندما تكون بعيدة عنها. في ازمنه متساوية تمسح الكواكب في دورانها مساحات متساويه وليست مسافات متساوية. وهذا يعرف بان للكواكب سرعة شعاعية ثابتة
- 3 مربع زمن دوران كوكب يتناسب طرديا مع مكعب نصف محوره الاكبر
قد توقع كبلر ان الناس لن تدرك قيمة نظرياته الا بعد 100 عام. وبالفعل لم يكترث احد لكبلر الا بعد 50 عاما حيث قام نيوتن باستخدام نظريات كبلر في نظريته.