تعد النظرية النسبية من النظريات الممتعة ذات النتائج الشيقة من النواحي العلمية و الفلسفية و الانسانية. و اليوم نتعرف على احد النتائج المباشرة لنظرية النسبية وهي موقف النسبية من الآنية. اولا ما معني كلمة الآنية؟ كلمة انية تعني ان هناك حدثان يحدثان في نفس الآن او في نفس اللحظة. وتقول النظرية النسبية بأن هذا غير ممكن. والحقيقة ان موضوع الآنية هو موضوع مثير حتى بدون النظرية النسبية.
مثلا عندما اقف في شرفة منزلي و انظر للسماء و ارى نجما يومض وفي نفس اللحظة اسمع صوت ابني من داخل المنزل. فهل من الممكن أن اقول أن النجم قد اومض في نفس اللحظة اللتي تكلم فيها ابني؟ بالطبع لا. لأن النجم يبعد عني مسافة بعيدة و ما اراه الان ليس النجم نفسه ولكنها صورة لماضي النجم. فمثلا الشمس تبعد عنا ب 8 دقائق ضوئية . اي ما نراه الآن على انه الشمس ليست الشمس نفسها بل هي صورة الشمس منذ 8 دقائق. اما النجوم فهي ابعد كثيرا من الشمس و اقرب نجم الينا بخلاف الشمس يبعد 10 سنوات ضوئية عنا. و النجم اللذي قد رأيتة قد اومض في المثال السابق ربما يبعد عني بمئات او بملايين السنين الضوئية. بل ربما في هذه اللحظة اللتي ارى فيها النجم قد يكون لا وجود له. فهو قد مات منذ زمن بعيد. ولذلك فمجرد انتباهي لصوت ابني و صورة النجم في نفس اللحظة لا يعني هذا ان الحدثين قد حدثا فعلا في نفس اللحظة.
هذا المثال مثال واضح ولكنه ليس له علاقة بنظرية النسبية وكثيرا ما نقرأ في بعض الكتب العربية اللتي تحاول تقريب نظرية النسبية امثال تشبه هذا المثال ولكنها تتوقف عند هذا الحد و لا تتعرض لما قاله اينشتاين حقيقة . فماذا قال اينشتاين عن الآنية؟
اينشتاين قام بعمل تجربة ذهنية فقال: لو تخيلنا قطارا طويلا جدا ينطلق بسرعة عالية تقارب سرعة الضوء وفي منتصف هذا القطار تماما يوجد الراكب أ . ويمر هذا القطار بهذه السرعة العالية بجوار رصيف للقطارات يقف عليه شخص اخر وهو الراصد ب. اذن أ هو متحرك مع القطار بينما ب ثابت على الرصيف. و الآن في نفس اللحظة اللتي يكون فيها الشخصان أ و ب قبالة بعضهما البعض تضرب صاعقة مرآتين عاكستين مثبتتين في مقدمة القطار ومؤخرته في نفس اللحظة. فكيف يرى الراصدان أ و ب هذه الحادثة؟ نبدأ الان بالراصد ب الثابت على الرصيف. بالنسبة له تبدو الامور كما يلي:
1 سرعة الضوء ثابتة و تساوي 300 الف كيلومتر في الثانية الواحدة. وهذا هو المبدأ الثاني للنظرية النسبية الخاصة
2 المسافة بينه وبين المرآتين العاكستين في مقدمة القطار و مؤخرته متساوية. والزمن يساوي المسافة مقسومة على السرعة
3 يرى شعاعين الضوء منعكسين في نفس اللحظة. ومن هذا لابد ان يستنتج ان البرق قد ضرب المرآتين في نفس اللحظة
4 نحن مازلنا نتابع الموقف من وجهة نظر الراصد ب اللذي يري الراصد أ يندفع امامه بالقطار في اتجاه الشعاع القادم من مقدمة القطار و يبتعد عن الشعاع المنعكس القادم من الخلف
5 في رأي الراصد ب ان الراصد أ مسكين: فهو بسبب حركته سيرى الشعاع القادم من الامام قبل الشعاع القادم من الخلف ولذلك فسوف يعتقد الراصد أ بأن البرق قد ضرب مقدمة القطار قبل مؤخرته ولكنه في الحقيقة مخطئ و مضلل بسببب حركته. ففي الحقيقة ان البرق يضرب المرآتين في الامام و الخلف في نفس اللحظة.
الان نحاول ان نتبين نفس الحادثة من وجهة نظر الراصد أ المسافر بالقطار:
1 سرعة الضوء ثابتة و تساوي 300 الف كيلومتر في الثانية الواحدة. وهذا هو المبدأ الثاني للنسبية
2 المسافة بينه وبين المرآتين العاكستين في مقدمة القطار و مؤخرته متساوية. والزمن يساوي المسافة مقسومة على السرعة
3 يري الراصد أ شعاع الضوء القادم من الامام قبل القادم من الخلف فعلا. ومن هنا لابد ان يستنتج ان البرق بالفعل قد ضرب الامام قبل الخلف
4 الراصد أ يري الراصد ب وهو يندفع بالنسبة له نحو الخلف ولذلك فهو يقترب من الشعاع القادم من الخلف ويبتعد عن الشعاع القادم من الامام
5 في رأي الراصد أ ان الراصد ب مسكين ومضلل. فهو يري الشعاع القادم من الامام متاخرا وسيرى الشعاعان يصلان اليه في نفس اللحظة ولكنه في الحقيقة مخطئ لان البرق قد ضرب المرآة الامامية قبل الخلفية.
هكذا نفس الواقعة لكن كل يراها من وجة نظر مختلفة. فمن وجهة نظر الركب ب أن البرق يضرب المرآتين في نفس اللحظة اما من وجهة نظر الراصد أ فان البرق يضرب المرآة الامامية اولا!!
فمن منهما على حق؟ ومن منهما المخطئ؟ كانت اجابة اينشتاين كلاهما على حق فالمبدأ الاول للنظرية النسبية الخاصة يقول ان جميع مجموعات الاسناد اللتي تتحرك بالنسبة لبعضها بسرعة منتظمة وفي خظ مستقيم هي متكافئة ومهيئة لرصد الظواهر بنفس الكيفية. اذن الراصدان كلاهما على حق ولكن مفهوم الانية المطلقة هو الخطأ. فالآنية ليست مطلقة بل ما اراه انا متزامن قد يكون بالنسبة لك غير متزامن اذا كنت تتحرك بالنسبة لي بسرعة ما. وكلانا بالرغم من ذلك على حق.
ومن هنا لا يمكن الزعم ابدا ان حادثين قد حدثا في نفس اللحظة بشكل مطلق. لكن اقصى ما يمكن قوله ان هاتين الحادثتين تبدوان لي و كأنهما متزامنتان او قد حدثتا في نفس اللحظة.
وكان لسقوط فكرة الانية المطلقة تداعيات مهمة. فان القانون الثالث لنيوتن يقول ان لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار ومضاد له في الاتجاه وعلى خط عمل واحد. ورد الفعل هذا هو لحظي او اني مع قوة الفعل نفسها. وقد رأينا سابقا ان هذا غير ممكن . اذن فالقانون الثالث لنيوتن خاطئ!!
فيديو يوضح ان الانية المطلقة لا معنى لها
سؤال لولبي ياباشا – انا اسأل متفقها لامتعنتا والله- هو الضوء نفسه بينطلق بسرعة الضوء بالنسبة لإيه بالضبط؟ يعنى بالنسبة للكون مثلا – مستقل يعنى؟-ولا بالنسبة للاسناد الخاص بيه-يعني بالنسبة للجسم اللى انطلق منه؟
يعنى لو بالنسبة للصاروخ اللى طاير بسرعة مقاربة لسرعة الضوء يبقي كده الشعاع اللى انطلق للمزامنة من اخر الصاروخ لأوله انطلق بسرعة الضوء ولا بسرعة اعلى من الضوء بالنسبة للصاروخ الثانى ؟ هو ايه اللى انا مش فاهمه هنا؟
الضوء بينتقل بسرعة الضوء بالنسة لكل الاشياء بلا استثناء.: الكون وبالنسبة للجسم اللى انطلق منه وبالنسبة للصاروخ الاول فى مثالك وكذلك بالنسبة للصاروخ الثانى
اولا انا اسف لانى كتبت السؤال فى المكان الغلط انا كنت اقصد اسأل على البوست الاخر اللى كان فيه مثال الصاروخين ومزامنة الساعة
ثانيا طيب اذا كان سرعة الضوء ثابته بالنسبة للكل – وده فى حد ذاته غريب بالنسبه لي- يبقي الضوء هياخد وقت اطول فعلا -عمليا – فى مزامنة الساعة فى الصاروخ اللى بيطير بسرعة عالية ولا ايه؟
بص طنش السؤال اللى فات لحد ماكمل قراءتى لموضوعاتك الظاهر انى اتسرعت – شكرا وإلى لقاء قريب فى سؤال غتت ثانى.